في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب طرح فكرة إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مؤكدًا أن هناك عدة دول مستعدة لاستقبالهم، بما في ذلك مصر والأردن. جاء ذلك خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكد ترامب أن “الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة غزة”.
اقتراح ترامب: إعادة التوطين الدائم
قال ترامب للصحفيين: “هناك 5 أو 6 دول أخرى بالإضافة إلى مصر والأردن ستقبل استقبال سكان غزة”. وأضاف أن هذه الدول تواصلت مع واشنطن وأبدت استعدادها لاستقبال الفلسطينيين. كما أكد أن مصر لن ترفض طلبه لإيواء سكان غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون جزءًا من جهود إعادة التوطين الدائم.
وأوضح ترامب أن الهدف من هذه الخطوة هو توفير حياة آمنة ومستقرة للفلسطينيين بعيدًا عن العنف الذي يشهدونه في غزة. وقال: “أريد أن أرى اتفاقًا لإعادة توطين الناس بشكل دائم في منازل لطيفة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار أو القتل”.
رفض عربي وفلسطيني
على الجانب الآخر، واجه اقتراح ترامب رفضًا قاطعًا من قبل الدول العربية والقيادات الفلسطينية. فقد اعتبرت حركة حماس تصريحات ترامب “وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة”. وقال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في بيان: “نرفض هذه التصريحات التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم”.
كما رفضت مصر والأردن علنًا هذه الفكرة، مؤكدين أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وليس عبر تهجير السكان. وأكدت الدول العربية أن مثل هذه الخطوة قد تصل إلى حد التطهير العرقي، وهو ما يتعارض مع المبادئ الدولية والقانون الدولي.
مخاوف من التطهير العرقي
تصريحات ترامب أثارت مخاوف الفلسطينيين من تكرار سيناريو النكبة عام 1948، حيث تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم. وقال مراقبون إن هذه الخطة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل الرفض العربي الواسع لها.
منذ طرح ترامب هذه الفكرة لأول مرة في يناير الماضي، كررها أربع مرات على الأقل، مما أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه المبادرة. وفي كل مرة، كانت التصريحات تلقى رفضًا قاطعًا من قبل الفلسطينيين والدول العربية، الذين يرون فيها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
مستقبل القضية الفلسطينية
في ظل هذه التطورات، يبدو أن القضية الفلسطينية تواجه تحديات جديدة، خاصة مع استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل وطرح أفكار مثل إعادة التوطين. ومع ذلك، يصر الفلسطينيون على أن الحل الوحيد العادل هو إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليس التهجير أو التوطين في دول أخرى.