عاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لإثارة الجدل من جديد بتصريحاته حول قطاع غزة، إذ أكد أنه ملتزم “بامتلاك” القطاع وتحويله إلى منطقة تنموية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها استفزازية وتمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الفلسطينية.
ترامب: غزة ستصبح منطقة استثمارية تحت إدارتي
وفي حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أوضح ترامب أنه يهدف إلى تحويل غزة إلى “موقع جيد للتنمية المستقبلية”، مشيرًا إلى أنه قد يمنح أجزاء من القطاع لدول أخرى في الشرق الأوسط، للمساعدة في جهود إعادة الإعمار بعد الدمار الذي خلفته الحرب.
كما أضاف أنه سيبحث إمكانية منح عدد محدود من اللاجئين الفلسطينيين حق اللجوء في الولايات المتحدة، إلا أنه شدد على أن دولًا في الشرق الأوسط ستتحمل مسؤولية استقبال الفلسطينيين النازحين، مؤكدًا أن غزة “لا يوجد بها شيء للعودة إليه، وسيتم هدم كل شيء”.
تصريحات ترامب تثير الغضب الفلسطيني والعربي
تصريحات ترامب أثارت ردود فعل غاضبة من الفلسطينيين والعرب، حيث أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا عبر عزت الرشق، القيادي في الحركة، أكد فيه أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير أي خطة لتهجيرهم، مشددًا على أن غزة ستبقى فلسطينية ولن تكون أبدًا جزءًا من مشاريع ترامب الاستعمارية.
وأشار البيان إلى أن اقتراح ترامب “شراء غزة” ليس سوى محاولة جديدة لتمرير مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بكل الوسائل.
مصر ترد بقوة على نتنياهو: تصريحاتك مضللة ومرفوضة بالكامل
موعد صرف مرتبات شهر فبراير 2025 وتفاصيل الحزمة الاجتماعية الجديدة
حالة الطقس اليوم الاثنين: أجواء باردة وأمطار متفرقة على بعض المناطق
الدول العربية ترفض تهجير الفلسطينيين
التصريحات الأمريكية أثارت موجة استنكار عربي ودولي، حيث أكدت مصر والأردن والسعودية والإمارات رفضها القاطع لأي محاولات لفرض حلول غير عادلة على حساب الحقوق الفلسطينية.
وفي هذا السياق، أكدت الخارجية المصرية أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع الدول العربية، للتأكيد على الرفض التام لأي مقترحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا أو المساس بحقهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967.
وكانت دول عربية وغربية عديدة قد اعتبرت مقترح ترامب خطة غير قانونية بموجب القانون الدولي، ووصفته بأنه يمثل تطهيرًا عرقيًا للفلسطينيين، في تجاهل تام للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
محاولة لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية؟
يرى محللون أن تصريحات ترامب تأتي في سياق دعم السياسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين، ومحاولة شرعنة عمليات الهدم والتهجير القسري التي تقوم بها إسرائيل في غزة.
كما أشار مراقبون إلى أن إسرائيل نفسها لم تعلق رسميًا على تصريحات ترامب، مما قد يعني وجود توافق غير معلن على المخطط الأمريكي، الذي يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
الدول العربية تتمسك بحل الدولتين
في ظل هذه التطورات، جددت الدول العربية التأكيد على تمسكها بـحل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد القادر على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل ومستدام.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن القمة العربية الطارئة، المزمع عقدها في القاهرة يوم 27 فبراير، ستناقش الرد العربي الموحد على مثل هذه التصريحات الخطيرة، وستضع إستراتيجية واضحة لمواجهة أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة.
ماذا بعد؟
مع تصاعد الغضب الفلسطيني والعربي، يظل السؤال الأبرز: هل ستمضي الولايات المتحدة قدمًا في مخططها؟ أم أن الرفض الدولي سيجبرها على التراجع؟
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار القضية الفلسطينية، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد جديد في المنطقة، قد تكون له تداعيات كارثية على الاستقرار الإقليمي والدولي.