أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور أحمد الخبيري، أن التراجعات الحالية في البورصة المصرية تُعد مرحلة صحية وطبيعية تأتي بعد فترة من الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأسهم. وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج “أرقام وأسواق” على قناة “أزهري”، أشار الخبيري إلى أن هذه التراجعات ليست سببًا للقلق، بل هي جزء من ديناميكية السوق، لاسيما مع الظروف الاقتصادية العالمية المتوترة وتأثيراتها على الأسواق المحلية.
تحركات عرضية وتوقعات باستقرار قادم
أوضح الخبيري أن البورصة المصرية تشهد حالياً تحركات عرضية في أسعار الأسهم، وهو نمط طبيعي في ظل النقاشات المستمرة بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي، قبيل استلام الدفعة الرابعة من القرض. وأشار إلى أن استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية من شأنه أن يُعيد الثقة إلى السوق ويدعم استقرار الأسعار.
تراجعات مؤشرات البورصة رغم ارتفاع رأس المال السوقي
شهدت جلسة منتصف الأسبوع تراجعاً جماعياً للمؤشرات، حيث واجهت السوق ضغوط بيع من المستثمرين المصريين والعرب، بينما اتجهت تعاملات الأجانب نحو الشراء. ورغم هذا التراجع، حققت البورصة المصرية تداولات إجمالية وصلت إلى 4.5 مليار جنيه. وأشار الخبيري إلى أن رأس المال السوقي زاد بمقدار 2 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.278 تريليون جنيه، مما يدل على ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصرية.
دور المستثمرين الأجانب ومخاوف المستثمرين المحليين
في تعليقه على اختلاف توجهات المستثمرين، أشار الخبيري إلى أن تزايد عمليات الشراء من قبل المستثمرين الأجانب يعكس إيمانهم بالإمكانات الكامنة في الاقتصاد المصري على المدى البعيد. ورأى أن عزوف بعض المستثمرين المحليين عن الشراء نابع من قلقهم تجاه الظروف الحالية، لكن هذه المخاوف تُعد طبيعية ومؤقتة.
أهمية القروض والدعم الدولي في استقرار السوق
أشار الخبيري إلى أن الدفعات المتتالية من صندوق النقد الدولي تشكل دعماً كبيراً للاستقرار الاقتصادي في مصر، مما يزيد من فرص استعادة السوق لتوازنها. وأكد أن استمرار التحرك العرضي للأسهم لن يدوم طويلاً، وأن الفترة القادمة قد تشهد عودة للانتعاش التدريجي بدعم من هذه القروض، ومع تحسن الوضع العالمي وتخفيف التوترات السياسية والاقتصادية الدولية.
الاستثمار طويل الأجل والحفاظ على الثقة بالسوق
دعا الخبيري المستثمرين إلى التفكير بشكل استراتيجي طويل الأجل، حيث أشار إلى أن السوق المصرية لديها إمكانيات جيدة للتعافي والنمو، وأن فترات التراجع هي فرص للمستثمرين للاستفادة من الأسهم بأسعار أقل. ونصح بضرورة الابتعاد عن قرارات البيع السريعة المبنية على التوترات، لأن السوق ستستعيد استقرارها على المدى المتوسط والطويل.