مع تصاعد الأحداث في لبنان، وارتفاع عدد الضحايا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية، بدأ الحديث يدور حول مستقبل المنطقة وتأثير هذه الأوضاع على الخريطة السياسية فيها. العميد محمود محيي الدين، الخبير العسكري، يسلط الضوء على تطورات الصراع وتأثيره المستقبلي.
حالة طوارئ وليست حربًا
في حديثه لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أشار العميد محيي الدين إلى أن إسرائيل تتعامل مع الوضع في لبنان باعتباره “حالة طوارئ”. إذ لم تعلن إسرائيل حالة حرب منذ عام 1973، واستمرار الغارات الجوية على الجنوب اللبناني يُظهر استراتيجيتها العسكرية التي تستهدف تحقيق أهداف معينة.
أهداف الغارات الإسرائيلية
تستهدف إسرائيل من خلال عملياتها الحالية تحقيق هدفين رئيسيين. الأول هو فصل الصراع مع حزب الله عن الصراع مع غزة، لتفكيك مفهوم “وحدة الساحات” الذي يربط بين الصراعين. الثاني هو إعادة سكان الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم بعد فترة من التهجير نتيجة الضغوط الأمنية.
استعدادات إسرائيلية قوية
وفيما يتعلق بالتحضيرات الإسرائيلية، أشار العميد إلى استخدام تقنيات متقدمة، مثل استهداف شخصيات بارزة في حزب الله وعمليات قصف مكثفة على مختلف المناطق. هذه الاستعدادات تعكس رؤية عسكرية متكاملة تهدف إلى إحباط أي ردود فعل من حزب الله.
تقديرات حزب الله
من جهة أخرى، يبدو أن حزب الله لم يتمكن من تقدير الوضع بشكل صحيح، مما أثر على استجابته للأحداث. اعتقدت إيران وحزب الله أن الضغوط العسكرية المتعددة ستقوض قدرة إسرائيل على التحمل، لكن الأمور لم تسير كما كان متوقعًا.
تحولات جذرية في المنطقة
وفي سياق الحديث عن مستقبل المنطقة، توقع العميد محيي الدين أن الحرب الحالية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الخرائط السياسية. وأشار إلى أن الضفة الغربية وغزة وجنوب لبنان هي المناطق الأكثر عرضة للتغييرات الحدودية. كما قد تمتد التأثيرات لتشمل سوريا، إذا ما استغلت بعض الميليشيات الفرص المتاحة.
نهاية الحرب
بالنظر إلى المستقبل، أكد العميد محيي الدين أن الصراع في المنطقة لن يتوقف قبل منتصف عام 2025. تزايد عدد مقاعد الحكومة الإسرائيلية الحالية في الكنيست يشير إلى استمرار السياسات المتشددة، ما يعزز التوقعات بأن العمليات العسكرية ستستمر في غياب تغيير جذري في المشهد السياسي الإسرائيلي.