يشكل التحالف الناشئ بين الصومال ومصر وإريتريا أهمية كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي، وفقاً لتحليل نشرته “تركيا توداي” للمستشار الأول بوزارة الإعلام الصومالية، عبد الحقاني عبد الله. وأشار التحليل إلى أن هذه الدول أصبحت محورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في منطقة القرن الأفريقي، ما يعكس تحولاً جيوسياسيًا قد يؤثر على استقرار المنطقة ويعزز من نفوذ هذه الدول في التجارة الدولية.
الأهمية الاستراتيجية للقرن الأفريقي:
تكتسب منطقة القرن الأفريقي أهمية جيوسياسية خاصة بسبب قربها من مضيق باب المندب وخليج عدن، مما يجعلها مركزاً بحرياً يربط بين القارات الثلاث: أفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا. كما أن سواحل الصومال الطويلة، الأطول في أفريقيا، توفر لها دورًا استراتيجيًا كبيرًا في السيطرة على طرق الشحن البحرية والتجارة العالمية.
رغم الصراعات الداخلية التي عانت منها الصومال لعقود، إلا أن موقعها على المحيط الهندي وخليج عدن يمنحها نفوذًا جيوسياسيًا كبيرًا، مما يعزز من أهمية تحالفها مع مصر وإريتريا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وحماية المصالح البحرية.
التحديات والتحالفات المتغيرة:
رغم التحديات السياسية والإرهاب الذي يواجه الصومال، إلا أن تشكيل تحالفات جديدة، مثل الشراكة الثلاثية مع مصر وإريتريا، يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي. القمة الثلاثية التي عقدت في أسمرة، إريتريا، في 10 أكتوبر 2024، شهدت اتفاق القادة الثلاثة على تعزيز التعاون في مجالات الأمن والاستقرار.
تعزيز القدرات الدفاعية:
اتفاقية الدفاع الموقعة بين مصر والصومال في أغسطس 2024 تشكل دعماً كبيراً للقدرات العسكرية للصومال، مع تقديم مصر لمساعدات عسكرية وتدريبات مشتركة. هذا التعاون يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية للصومال في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وخاصة الإرهاب.
دور إريتريا في التحالف:
مشاركة إريتريا في هذا التحالف تعكس إعادة تنظيم للقوى الإقليمية، خاصة مع وجود تحديات بين إريتريا وإثيوبيا. موانئ إريتريا تلعب دوراً حيوياً في الأمن البحري للمنطقة، مما يعزز من أهمية هذا التحالف في مواجهة التوترات الإقليمية.
التوترات الإقليمية:
الاتفاقية بين إثيوبيا وأرض الصومال، والتي تمنح إثيوبيا حق الوصول إلى ميناء بربرة، زادت من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة. هذا الاتفاق أدى إلى توتر العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، مما دفع الصومال إلى اتخاذ موقف أكثر حدة وتعزيز تحالفها مع مصر وإريتريا كجزء من جهودها لحماية سيادتها.
التداعيات العالمية:
مع تزايد التوترات الإقليمية، أصبحت القوى العالمية أكثر اهتمامًا بتأثيرات هذا التحالف على التجارة الدولية والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. يلعب المجتمع الدولي دوراً في تهدئة التوترات، لكن التحالف الثلاثي يسعى لمعالجة القضايا الإقليمية بنفسه دون تدخل خارجي.