عادت قضية الطالبة نيرة أشرف، التي هزت المجتمع المصري قبل أكثر من عام، إلى دائرة الاهتمام مجددًا بعد إعلان أسرتها رفضها القاطع لتجسيد قصة مقتل ابنتهم في عمل درامي دون موافقتهم. وأكدت الأسرة استعدادها لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوقهم وذكرى ابنتهم.
مسلسل “ساعته وتاريخه” يثير الجدل
أثار البرومو الدعائي لمسلسل “ساعته وتاريخه”، الذي من المقرر عرضه قريبًا، استياء أسرة نيرة، حيث ظهرت الفنانة مايان السيد وهي تؤدي دور فتاة قُتلت بوحشية أمام بوابة الجامعة. وأوضحت المشاهد التي تم الترويج لها أن العمل الفني يعكس تفاصيل واقعة مشابهة بشكل كبير لما حدث مع نيرة أشرف، ما اعتبرته الأسرة تعديًا على حقوقهم وخصوصيتهم.
تصريحات أسرة نيرة ومحاميها
صرح المحامي خالد عبد الرحمن، ممثل الأسرة، أن تصوير القصة دون موافقة كتابية من أهل الضحية يُعد مخالفة قانونية صريحة. وأكد أنهم سيتخذون كافة الإجراءات اللازمة ضد فريق العمل، بما يشمل المؤلف والمخرج والفنانة مايان السيد. كما أوضحت شروق أشرف، شقيقة نيرة، عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”، أن أسرتهم لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا التجاوز، مهددة برفع دعوى قضائية لإلغاء عرض المسلسل.
القضية التي هزت مصر
تعود تفاصيل الواقعة إلى يونيو 2022، عندما أقدم الطالب محمد عادل على قتل زميلته نيرة أشرف ذبحًا أمام بوابة جامعة المنصورة بعد رفضها الارتباط به. الحادثة التي وثقتها كاميرات المراقبة وأثارت الرأي العام انتهت بحكم سريع وقاطع من القضاء المصري بإعدام الجاني. ورغم تنفيذ الحكم، أكدت الأسرة أنها ما زالت تعاني من ألم الفقد، وأنها لن تسمح باستخدام المأساة كوسيلة لجذب المشاهدين أو الربح.
استغلال درامي أم رسالة توعية؟
إعلان المسلسل أثار انقسامًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يرى البعض أن تجسيد القصة قد يكون وسيلة لتسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة، بينما يعتبر آخرون أن العمل استغلال لخصوصية الأسرة واستثمارًا في مأساتهم لتحقيق النجاح الدرامي.
ردود فعل الوسط الفني
فيما لم تصدر الفنانة مايان السيد أو صُنّاع العمل أي تصريح رسمي حول نية تجسيد شخصية نيرة أشرف أو مدى تطابق القصة مع الواقعة الحقيقية، يتوقع أن يواجه المسلسل المزيد من الجدل مع اقتراب موعد عرضه.
خلاصة القضية
تبقى مأساة نيرة أشرف مثالًا حيًا على الألم الذي قد يسببه العنف المجتمعي، ومع محاولات تحويل القصة إلى عمل فني، يظل التساؤل قائمًا: هل يمكن للفن أن يعالج مثل هذه المآسي دون انتهاك خصوصية الضحايا وأسرهم؟