جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال ترؤسه أمس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، حيث تناول الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات ذات الصلة بأنشطة ومهام القوات المسلحة وجهودها فى حماية ركائز الأمن القومى المصرى على جميع الاتجاهات الإستراتيجية.
اقرا ايضا ..الرئيس السيسي: ضرورة إجراء مفاوضات في السودان لإنهاء الأزمة
اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة
تضمن الاجتماع استعراض تداعيات الأحداث الجارية داخل السودان الشقيق جراء حالة التصعيد بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بجمهورية السودان، وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خلال الفترة القادمة من نتائج وتداعيات تؤثر على أمن وسلامة المنطقة.
وأكد الرئيس السيسى، خلال الاجتماع، حرص مصر الدائم فى سياستها الخارجية خلال السنوات الماضية أن تكون عنصرا متوازنا ومعتدلا فى إدارة سياستها مع قضايا المنطقة.
وأضاف الرئيس، أنه بالنظر للأوضاع التى كانت متواجدة خلال الشهور الماضية فى الضفة الغربية والمسجد الأقصى وقطاع غزة كانت مصر تقوم دائما بدور إيجابى للغاية كان الهدف منه الحفاظ على التهدئة وعدم تصعيد الموقف.
شدد الرئيس، على أن مصر تتعامل مع الدول الأخرى بهدف البناء والتنمية والتعمير، بعيدا عن التدخل فى شئون هذه الدول، مجددا موقف مصر الثابت بعدم التدخل فى شئون الدول، مشيرا إلى أن مصر كانت تقوم دائما بدور الوساطة ولعب دور إيجابى لإحداث هدوء واستعادة الأمن والسلام والاستقرار سواء فى دولة السودان أو غيرها.
واستعرض الرئيس، الجهود التى تمت خلال الأيام القليلة الماضية، حيث أشار إلى الاتصال الذى تم مع السكرتير العام للأمم المتحدة وتوجيه نداء لاستعادة الهدوء والجلوس إلى مائدة الحوار بين الأشقاء فى دولة السودان سواء كان الجيش السودانى أو قوات الدعم السريع، موضحا أنه ليس من مصلحة السودان أن يكون هناك اقتتال داخلى بين الفرقاء وتطور الصراع بشكل غير مناسب للسودان أو المنطقة كلها، مؤكدا أهمية الجلوس على مائدة المفاوضات والوصول بجميع الأطروحات إلى إجراء يجنب السودان المزيد من التدهور.
وأشار الرئيس، إلى أنه عندما غاب الحوار فى دول أخرى وارتفع صوت السلاح كانت النتيجة عدم استقرار هذه الدول ودفعت تكلفة كبيرة من أمنها وسلامتها واقتصادها وفقدت وقتا ثمينا كان يمكن استثماره فى البناء والتنمية والتعمير.
وشدد الرئيس، مجددا على أن مصر لا تتدخل فى شئون الدول الأخرى، لأن مصر تعتبر أنه لو لم يكن التدخل إيجابيا فهو تدخل لا يصب فى مصلحة العلاقات، مؤكدا أن التاريخ سيسجل المواقف السلبية والإيجابية ومصر تحرص دائما على أن تتسم سياستها بالتوازن.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أنه أكد لرئيس جنوب السودان سيلفا كير استعداد مصر للتعاون معها فى القيام بدور الوساطة بين الأشقاء فى السودان وصولا إلى التفاوض بين الأشقاء، مشيرا إلى أن الاتصالات مستمرة سواء مع الجيش السودانى أو مع قوات الدعم السريع من أجل حثهم وتشجيعهم على إيقاف إطلاق النار وحقن دماء السودانيين والوصول إلى تفاوض يؤدى إلى استعادة الاستقرار.
وأضاف السيسي، أنه من ضمن الاتصالات المكثفة التى تقوم بها مصر التأكيد على أمن وسلامة القوات المصرية فى السودان التى كانت متواجدة وفقًا لبروتوكول بين مصر والدولة السودانية للتدريب المشترك، وهذا الأمر لابد أن يكون واضحا لنا جميعًا كدولة أن هذه القوات كانت موجودة ليس لدعم طرف على الآخر.
وأوضح الرئيس، أن القوات المصرية فى السودان هى قوات رمزية للتدريب مع الأشقاء فى السودان، وليس لها هدف آخر، مضيفا: «نكثف الاتصالات مع الأشقاء فى السودان للوصول إلى هدنة ووقف إطلاق النار والتفاوض للوصول إلى حل ينهى هذه الأزمة فى أسرع وقت ممكن حقنا لدماء السودانيين ومنع مزيد من التدهور وعدم الاستقرار».
وتابع الرئيس: «الاتصالات التى نقوم بها أيضا للتأكيد على أمن وسلامة العناصر المصرية وهذا ما سمعناه خلال تصريحات قائد قوات الدعم السريع بأنهم فى أمن وسلام وتحت مسئوليته الشخصية ونتمنى أن نستعيد هذه القوات فى أسرع وقت ممكن».
ودعا الرئيس الله أن يحيط المنطقة بالأمن والسلام واستعادة الاستقرار الذي تستحقه لشعوبها.