في بداية مشواره الفني، وخلال عرض فيلم تيتو، تنبأ الفنان أحمد السقا بمستقبل باهر لممثل صاعد وقتها، خالد صالح، قائلاً إنه “ممثل قوي جدًا لكنه لم يأخذ حقه من الشهرة بعد”. وبالفعل، استطاع خالد صالح بفضل موهبته وعمله الجاد أن يصل إلى الصف الأول، ويصبح أحد أبرز النجوم الذين تسند إليهم البطولات المطلقة.
على غرار هذه القصة، تأتي حكاية عمر مرموش، اللاعب الشاب الذي بدأ رحلته من نادي وادي دجلة، النادي الذي تأسس في أوائل الألفينات، ولم يكن يحظى بالكثير من الاهتمام وقتها. في عام 2016، شارك النادي في دوري الناشئين لمنطقة القاهرة، وسط منافسة قوية مع أندية عريقة في الكرة المصرية.
في الوقت دا برز اسم عمر مرموش كلاعب شاب بعمر 17 عامًا، حيث تمكن من تسجيل 44 هدفًا في 28 مباراة، أرقام مذهلة تُظهر موهبة استثنائية. وبينما كان الجميع يترقب خطواته التالية، لفت أنظار أحد الكشافين الألمان الذين كانوا يتابعونه عن كثب، لينضم إلى فريق فولفسبورغ عن طريق تجربة معايشة.
لم تكن البداية في ألمانيا سهلة. فقد خرج مرموش من قائمة الفريق معظم الموسم، إضافة إلى تعرضه لعدة إصابات أثرت على أدائه. هذه الظروف أدت إلى استبعاده من المنتخب الأولمبي، مما شكّل تحديًا كبيرًا له كلاعب صاعد.
من لاعب بارز في دوري الناشئين في مصر، كان الجميع يتوقع له مستقبلاً كبيرًا مع أندية القمة مثل الأهلي أو الزمالك، إلى شاب في فريق ألماني غير معروف للكثيرين، يواجه الإحباط والاستبعاد.
في الموسم التالي، وبالرغم من مشاركاته القليلة وأدائه المتواضع، قرر مرموش الانتقال إلى نادي سانت باولي في الدرجة الثانية الألمانية على سبيل الإعارة. هذه الخطوة، التي قد يراها البعض خطوة للوراء، كانت قرارًا مدروسًا. أراد مرموش الحصول على دقائق لعب أكثر والتأقلم مع أجواء الكرة الألمانية.
في هذه الفترة، جاء استدعاء من مدرب المنتخب الأول، كارلوس كيروش، ليعيد مرموش إلى الأضواء ويعرف الجماهير المصرية على موهبة فريدة.
بعد انتهاء إعارته، عاد مرموش إلى البوندسليغا، حيث انضم إلى شتوتجارت على سبيل الإعارة. رغم أن أرقامه لم تكن الأفضل، إلا أنه واصل اكتساب الخبرة والتأقلم مع مستوى الدوري الألماني.
كانت النقلة الحقيقية في مسيرة مرموش عندما انتقل إلى نادي فرانكفورت، الذي كان يبني فريقًا شابًا تحت قيادة مدرب طموح. هنا، أظهر مرموش إمكانياته الحقيقية. في موسمه الأول، فسجل 17 هدفًا، وهو رقم يفوق بكثير ما حققه في أي موسم سابق.
في الموسم الحالي، أصبح مرموش واحدًا من أبرز اللاعبين في الدوري الألماني، بل وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الدوريات الأوروبية الكبرى.
دي مش نهاية القصة دا لسه الكاتب بيبدأ في تسطير روايته و في طريقها عشان تبقي من أهم القصص اللي تروي في المستقبل .. هي مش مجرد قصة لاعب كرة قدم، بل حكاية إصرار وشغف وطموح. والأكيد أن ما حققه مرموش حتى الآن هو مجرد البداية، وأن فصولًا أكثر إثارة ستُكتب في قصة الأمير المصري الذي يحمل أحلامًا كبيرة لبلده ولعشاقه حول العالم.