شهدت مصر، يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، حادثًا مؤلمًا أسفر عن وفاة 12 طالبًا وإصابة 33 آخرين بعد انقلاب حافلة تقل طلاب كلية الطب بجامعة الجلالة على طريق العين السخنة – السويس. كانت الحافلة في طريقها من السويس إلى القاهرة بعد انتهاء يوم دراسي عندما وقع الحادث المأساوي، الذي تسبب في فاجعة كبرى بين الطلاب وأسرهم.
تفاصيل الحادث:
الحادث وقع في ساعات المساء على الطريق الجبلي المعروف بين السويس والعين السخنة، وهو أحد الطرق السريعة التي تشهد حركة مرور كثيفة يوميًا. وفقًا لشهود العيان، كانت الحافلة تسير بسرعة عالية على طريق منحدر ووعر، مما أدى إلى فقدان السائق السيطرة على المركبة، فانقلبت الحافلة وتسبب ذلك في وفاة وإصابة عدد كبير من الطلاب.
تلقت الأجهزة الأمنية والإسعافية بلاغًا عاجلًا عن الحادث، وتم إرسال أكثر من 24 سيارة إسعاف إلى الموقع. عملت الفرق الإسعافية على نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة مثل مجمع السويس الطبي، ومستشفيات أخرى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. التحقيقات الأولية أشارت إلى أن السرعة الزائدة قد تكون السبب الرئيسي وراء انقلاب الحافلة، ولا تزال السلطات تواصل التحقيق لتحديد جميع ملابسات الحادث بدقة.
جهود الإنقاذ والاستجابة السريعة:
استجابت السلطات المصرية بسرعة، حيث دفعت بأطقم طبية متخصصة لموقع الحادث وتم استدعاء فرق طوارئ للتعامل مع الحالات الحرجة. وقد أعلنت وزارة الصحة المصرية، في بيان رسمي، أن الحادث أسفر في البداية عن وفاة 7 طلاب، لكن العدد ارتفع لاحقًا ليصل إلى 12 طالبًا، بينما أصيب 33 آخرون بإصابات تتراوح بين الخفيفة والخطيرة.
الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، وجه بتوفير كل ما يلزم من خدمات علاجية للمصابين بشكل عاجل، كما تم إرسال فرق طبية متخصصة لمتابعة الحالات ميدانيًا في المستشفيات التي استقبلت المصابين. وأشار الدكتور إسماعيل الحفناوي، مدير هيئة الرعاية الصحية بمحافظة السويس، إلى رفع حالة الطوارئ بالمستشفيات المحلية لضمان سرعة الاستجابة والرعاية المطلوبة.
أسماء الضحايا والمصابين:
أسماء الطلاب الذين لقوا حتفهم في الحادث:
- عبدالرحمن أحمد محمد حارس (19 عامًا، كفر الشيخ)
- بسملة ممدوح خلف الله (20 عامًا، أسوان)
- ملك محمد إمام محمود (20 عامًا، القصير، البحر الأحمر)
- ميرنا أشرف زكي الجنيدي (19 عامًا، دمياط)
- هاجر ياسر (19 عامًا)
- عمر أحمد حسن (19 عامًا)
- محمد شعيب (20 عامًا)
- إيمان محمد (19 عامًا)
- محمد إبراهيم عبد الغفار (20 عامًا)
- وطالبتين مجهولتي الهوية.
أما المصابون، فمنهم:
- رحاب إسماعيل فتحي الصاوي (19 عامًا، القاهرة) – كسر بضلوع الصدر وسحجات.
- إسلام نور عيسى علي (21 عامًا، الإسكندرية) – خلع بالكتف الأيسر.
- خالد محمد فاروق (21 عامًا، الأقصر) – جروح وسحجات وكدمات بالجسم.
- عادل أحمد محمد الطنيحي (20 عامًا، دمنهور) – كسر بالساقين.
- ميادة جميل أحمد جابر (17 عامًا، أسيوط) – كسر بالعمود الفقري.
ردود الفعل الحكومية:
في أعقاب الحادث المأساوي، عبرت الحكومة المصرية عن حزنها العميق ووجهت بضرورة فتح تحقيق شامل في الحادث. كما شددت على أهمية مراجعة الإجراءات المتعلقة بنقل الطلاب على الطرق السريعة، مؤكدةً على ضرورة تحسين البنية التحتية والالتزام بتطبيق قواعد الأمان المروري. وقد وجه رئيس مجلس الوزراء بتكليف اللجان المختصة بدراسة أوضاع الطرق السريعة، وبخاصة طريق العين السخنة الذي شهد حوادث متكررة في الآونة الأخيرة.
الحادث أثار موجة من الحزن والأسى بين الأوساط الجامعية وعائلات الطلاب. وقد انتشرت الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتحسين مستوى السلامة على الطرق السريعة، وتكثيف الرقابة على وسائل النقل الخاصة بالطلاب.
التحقيقات الأولية:
على صعيد التحقيقات، كشفت السلطات الأمنية أن الحافلة كانت تسير بسرعة أعلى من المسموح به على الطريق الجبلي، ما أدى إلى فقدان السائق السيطرة على المركبة. الأجهزة الأمنية استمعت إلى أقوال الشهود وبعض الطلاب الناجين، وتعمل حاليًا على استكمال التحقيقات للوقوف على الأسباب الدقيقة للحادث وتحديد المسؤولين.
الدعوات لتحسين الأمان على الطرق:
بعد هذا الحادث المؤلم، تتزايد المطالبات من الجهات المعنية بضرورة اتخاذ خطوات جادة لتحسين مستوى الأمان على الطرق، خاصةً تلك التي تستخدم لنقل الطلاب. وقد دعا العديد من الخبراء إلى ضرورة تنفيذ مشروعات تطوير للبنية التحتية للطرق السريعة، بالإضافة إلى تعزيز حملات التوعية المرورية وضمان التزام السائقين بالسرعات القانونية.
خاتمة:
حادث انقلاب أتوبيس طلاب جامعة الجلالة هو تذكير مؤلم بضرورة تحسين معايير الأمان على الطرق، خاصةً فيما يتعلق بنقل الطلاب. ترك الحادث أثرًا بالغًا في نفوس المصريين، وأثار تساؤلات كثيرة حول مسؤولية الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين وضمان سلامة وسائل النقل العامة.