في ظل تقلبات اقتصادية حادة على المستوى العالمي، تواصل أسعار النفط تسجيل تراجع ملحوظ بسبب انخفاض الطلب المستمر منذ أكثر من شهرين، ما يعكس حالة من الجمود في أسواق الطاقة. ويتوقع العديد من المحللين أن تستمر نسب الإنتاج الحالية دون تغيير، ما قد يُبقي أسعار النفط تحت الضغط في الفترة المقبلة.
جمال عجاج، خبير اقتصادي ومحلل أسواق المال، أوضح في تصريحات تلفزيونية ببرنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري أن التوترات الجيوسياسية العالمية تُلقي بظلالها على سوق النفط بشكل ملحوظ. وأضاف أن العالم يترقب بشدة قرارات محتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي قد تُحدث هزات جديدة في الشأن الاقتصادي، خاصة مع سياسته المثيرة للجدل فيما يخص الطاقة.
وفي سياق متصل، أشار عجاج إلى أن الذهب، الذي كان ملاذًا آمنًا خلال الفترة الماضية، شهد تراجعًا جديدًا بعد موجة صعود متسارعة. وأرجع هذا التراجع إلى عمليات جني الأرباح وتوقف البنك المركزي الصيني عن شراء المعدن الأصفر، مما أدى إلى تراجع الزخم في السوق. وأوضح أن المستثمرين يتعاملون بحذر شديد مع الذهب في ظل احتمالات حدوث تسويات لبعض المشكلات الجيوسياسية التي تؤثر على الاستقرار العالمي. وأضاف أن أي ارتفاع قادم في أسعار الذهب قد يكون طفيفًا وليس بالحدة التي شهدناها مؤخرًا.
وفيما يخص العملات الرقمية، وخاصة البتكوين، أشار عجاج إلى أن العملة الرقمية تشهد حالة من الصعود التدريجي. هذا الصعود مرتبط بالتوجه المتوقع للإدارة الأمريكية في حال عودة ترامب إلى السلطة، إذ يُعرف عنه دعمه وتوجهه نحو تشجيع استخدام العملات الرقمية، ما يُعزز من قيمة البتكوين ويزيد من ثقة المستثمرين في هذا السوق.
توقعات الأسواق: ما بين الترقب والتحفظ
العوامل التي تحكم الأسواق العالمية في الوقت الحالي تتمحور حول التوترات السياسية، خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، بالإضافة إلى السياسات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة. سوق النفط قد يتجه إلى مزيد من التراجع ما لم يحدث تحفيز على الطلب أو تقليل في الإنتاج، بينما سوق الذهب يظل رهينة التوترات والقرارات الاقتصادية العالمية. في المقابل، يبدو أن العملات الرقمية ستكون الرابح المحتمل في الفترة القادمة مع دعم محتمل من السياسات الاقتصادية الجديدة.