كشفت تقارير أمنية عن أن رئيس قسم الأبحاث في مديرية المخابرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد عميت ساعر، قام بتوجيه تحذير شديد اللهجة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قبل “طوفان الأقصى”.
اقرا ايضا ..وزير الثقافة الفلسطيني السابق: غزة من أقدم مدن العالم ولديها مخزون أثري يستهدف الاحتلال تدميره
من خلال مراسلات خطية أرسلها “ساعر” في شهري مارس ويوليو الماضيين، إلى رئيس حكومة الاحتلال، تم التنبيه إلى أن الأزمة السياسية والمجتمعية المحيطة بالإصلاح القضائي تُشجع بشكل ملحوظ على خطر شن هجمات مُحتملة ضد إسرائيل.
وسلطت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الضوء على خطابين أرسلهما العميد ساعر إلى نتنياهو في مارس ويوليو الماضيين، أُبلِغ فيهما عن وجود جدل حول مدى البقاء على الحياد، وإمكانية مواصلة إسرائيل لإضعاف نفسها أو اتخاذ مبادرات تزيد من تفاقم الوضع، وتأتي هذه الرسائل في سياق التوتر الذي يحيط بالإصلاح القضائي، والذي أثار جدلًا كبيرًا في أوساط الجيش والمسؤولين العسكريين.
أطلق مسؤولون سابقون وحاليون في وزارة الدفاع تحذيرات بشأن تداعيات الإصلاح القضائي على مؤسسة الدفاع، وأرسل ساعر رسالته الأولى إلى نتنياهو في 19 مارس، قبل أسبوع من المحاولة الأولى للموافقة على الجزء الأول من الإصلاح القضائي ومحاولة إقالة وزير الدفاع، يوآف جالانت، بينما أُرسِلَت الرسالة الثانية في 16 يوليو، قبل أسبوع من رفض نتنياهو لقاء رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، قُبيل التصويت على مشروع قانون “الحد من المعقولية”.
داوم نتنياهو على التهرب من المسؤولية عن “طوفان الأقصى”، إذ تجنب رئيس الحكومة الإجابة خلال أول مؤتمر صحفي بعد العملية، عمّا إذا كان يتحمل المسؤولية عن الهجوم، الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر، ما أوقع ما يزيد على 1400 شخص بينهم 308 عسكريين، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف، بالإضافة إلى 230 أسيرًا، بحسب ما أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية.
أُطلق ساعر عنوان الرسالة الأولى “الأشياء التي ترونها من هناك.. كيف يُنظَر إلى إسرائيل داخل النظام؟”، إذ أشار فيها إلى أن إسرائيل تعيش أزمة حادة وغير مسبوقة تهدد تماسكها، وحذّر من أن هذا الضعف قد يؤدي إلى انهيار مباشر لإسرائيل، مما يجعل الوضع الحالي فرصة لتسريع تفاقم المصاعب.
في الرسالة الثانية، حذّر ساعر من أن تفاقم الأزمة سيؤدي إلى تآكل صورة إسرائيل، وزيادة ضعف الردع، مما يزيد من احتمالات التصعيد، وعلى الرغم من أن الفاعلين الإقليميين قد تناولوا في البداية الأزمة كأزمة سياسية، إلا أن تفاقم الأحداث قد جعلهم يرونها أزمة عميقة وضعت إسرائيل في إحدى أضعف نقاطها منذ قيامها، وهو ما نقلته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وأضاف ساعر: “هذا الوضع يلحق الضرر بالركائز الثلاث التي تشكل قوة الردع الإسرائيلي: “التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتماسك المجتمع الإسرائيلي، وقوة الجيش الإسرائيلي”، إنَّ “كثرة الأزمات في الشارع الإسرائيلي تبني فكرة لدى بعض الفاعلين الإقليميين بأنَّ الوضع الداخلي لإسرائيل سيمنعها من اتخاذ مبادرات ردع عسكرية كبيرة مسبقة، وتحديدًا شن هجوم على بعض القوى الإقليمية، وحتى تحرك كبير ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة”.