في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت منطقة المواصي غربي مدينة رفح موجة نزوح جماعي، حيث أجبرت النيران الكثيفة من الدبابات الإسرائيلية المتوغلة عشرات العائلات الفلسطينية على الفرار شمالاً باتجاه مدينة خان يونس، وسط ظروف إنسانية صعبة وتحت تهديد مستمر من القصف العشوائي.
نداءات استغاثة من العائلات المحاصرة
أفاد شهود عيان أن العائلات النازحة وجهت نداءات عاجلة إلى الصليب الأحمر والجهات الإنسانية الدولية لتأمين إجلائها من منطقة المواصي، حيث تتعرض تلك الأسر لمخاطر القصف المباشر دون وجود ممرات آمنة للخروج. الوضع يزداد سوءًا مع تضييق القوات الإسرائيلية الخناق على المنطقة، وارتفاع كثافة النيران التي تهدد المدنيين العزل.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ووفقًا لمصادر طبية فلسطينية، أسفرت الغارات الإسرائيلية يوم الثلاثاء عن استشهاد ما لا يقل عن 14 فلسطينيًا، بينهم 10 أفراد من أسرة واحدة، في قصف استهدف منزلًا في حي الدرج بمدينة غزة. وأدت الضربة إلى تدمير المنزل بالكامل، وألحقت أضرارًا بمنازل مجاورة، مما تسبب في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين. كما لقي 4 فلسطينيين آخرين مصرعهم في غارتين منفصلتين استهدفتا مواقع في مدينة غزة وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
استمرار عمليات الهدم والتوغل العسكري
في تطور ميداني آخر، شوهدت آليات مدنية تتبع شركات خاصة تعمل على هدم منازل ومباني في رفح، وسط تغطية نارية من القوات الإسرائيلية. ويأتي هذا الهدم ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفريغ المناطق الحدودية وتوسيع نطاق العمليات العسكرية، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين ويفاقم أزمة النزوح الداخلي.
كارثة إنسانية وغياب ممرات آمنة
تواجه الأسر النازحة من رفح ظروفًا قاسية، حيث لم يتم توفير ممرات إنسانية آمنة، مما يعرضهم لمخاطر القصف أثناء محاولتهم الفرار. وتُعَدّ خان يونس الوجهة الرئيسية للنازحين، إلا أنها بدورها تتعرض لقصف متكرر، ما يجعل توفير مأوى آمن تحديًا صعبًا.
دعوات لوقف التصعيد
في ظل هذه الأوضاع، تواصل المنظمات الإنسانية توجيه دعوات عاجلة لوقف العمليات العسكرية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع. يأتي ذلك في وقت يزداد فيه الوضع سوءًا مع انهيار الخدمات الصحية ونقص الإمدادات الأساسية، مما يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة.