ألقت السلطات اللبنانية القبض على عبد الرحمن يوسف القرضاوي أثناء محاولته مغادرة الأراضي السورية، وفق ما أعلن الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه “على مسئوليتي” المذاع على قناة صدى البلد. ويأتي هذا التطور في إطار التعاون الأمني الدولي، حيث أن عبد الرحمن القرضاوي مدرج على قوائم الإنتربول الدولي ومطلوب للعدالة المصرية.
خلفية الاعتقال والتهم الموجهة
عبد الرحمن القرضاوي، نجل رجل الدين الراحل يوسف القرضاوي، يُعتبر أحد الشخصيات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كمنظمة إرهابية في مصر ودول أخرى. وتواجهه أحكام قضائية في مصر بالسجن لمدة 15 عاماً في قضايا تتعلق بالتحريض على العنف وزعزعة الاستقرار.
وأفاد أحمد موسى بأن عبد الرحمن القرضاوي اتخذ موقفاً معارضاً للنظام المصري، حيث قام بتحريض مباشر ضد مصر ودول عربية أخرى مثل السعودية والإمارات أثناء وجوده في ساحة المسجد الأموي بدمشق، وهو ما أدى إلى متابعته قانونياً.
موقف عبد الرحمن من والده يوسف القرضاوي
أشار الإعلامي أحمد موسى إلى أن عبد الرحمن كان يُعرف بمواقفه المثيرة للجدل تجاه والده، إذ كان يُفضل أن يُنادى باسم عبد الرحمن يوسف فقط، دون ذكر اسم والده، محاولاً النأي بنفسه عن الهوية العائلية المباشرة.
توقعات الإجراءات القادمة
بحسب مصادر إعلامية، من المتوقع أن تبدأ السلطات اللبنانية إجراءات التسليم لمصر في إطار اتفاقيات التعاون القضائي وتسليم المطلوبين بين البلدين. وأكد أحمد موسى أن هذا التطور يعكس جدية التحركات الأمنية لمكافحة الإرهاب والجماعات التي تحاول زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأضاف أن هناك توقعات بمثول عبد الرحمن القرضاوي أمام الجهات القضائية فور تسليمه، لمواجهة الأحكام الغيابية الصادرة بحقه، والتي تشمل اتهامات التحريض ضد الدولة المصرية وتمويل الإرهاب.
ردود فعل وتداعيات الاعتقال
لاقى الخبر اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن القبض عليه يُعد خطوة مهمة لتعزيز الأمن الإقليمي ومحاربة التطرف والإرهاب. فيما أثار آخرون تساؤلات حول تأثير هذا الحدث على مستقبل الجماعات المحسوبة على الإخوان في الخارج.
كما رحبت مصادر سياسية وإعلامية بالتحرك الأمني، معتبرة أنه يأتي ضمن الجهود المبذولة للقضاء على الشبكات الإرهابية ووقف دعمها اللوجستي أو الإعلامي الذي يهدد أمن المنطقة.
القضايا المرفوعة ضده في مصر
يُذكر أن القرضاوي يواجه عدة قضايا، أبرزها:
- التحريض على العنف والتخريب أثناء فترة حكم الإخوان وبعد الإطاحة بهم في ثورة 30 يونيو 2013.
- تمويل جماعات إرهابية بهدف زعزعة استقرار الدولة المصرية.
- التشهير بمؤسسات الدولة والتحريض الإعلامي ضد مصر والسعودية والإمارات.
الخلاصة: الأمن الإقليمي ينتصر
القبض على عبد الرحمن القرضاوي يُعتبر تطوراً كبيراً في الحرب الإقليمية ضد الإرهاب، وهو رسالة واضحة بأن العدالة الدولية تُلاحق المطلوبين أياً كانت مواقعهم. ويبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن السلطات المصرية من استرداده سريعاً؟ وكيف ستنعكس هذه الخطوة على مستقبل الجماعات الإرهابية في المنطقة؟