تتصاعد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة على الساحة الدولية، ومن بين أبرز المواقع التي تعكس هذا الصراع قناة بنما، الممر المائي الذي يعتبر شريانًا استراتيجيًا يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
السيطرة الصينية على بوابات القناة
تدير شركات صينية أو مقراتها في الصين موانئ مدخلي قناة بنما، بما في ذلك ميناء كريستوبال في الشرق وميناء بالبوا في الغرب. تلك السيطرة أثارت قلقًا أميركيًا، خاصة أن واشنطن تعتبر القناة “أصلًا استراتيجيًا”.
وفقًا للخبير الأميركي “جون غرايدي”، فإن الأنشطة الصينية في بنما ليست منفصلة عن استراتيجيات أوسع تشمل مبادرة “الحزام والطريق”. تسعى الصين لتحويل القناة إلى محور رئيسي لتوزيع منتجاتها في أميركا اللاتينية.
مطالب ترامب وتاريخ الاتفاقيات
دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في ديسمبر الماضي إلى “استعادة السيطرة على قناة بنما”، مؤكدًا أن القناة تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد الأميركي.
تستند هذه الدعوة إلى “اتفاقية الحياد” الموقعة في عام 1977 بين الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ونظيره البنمي. تمنح هذه الاتفاقية واشنطن الحق في التدخل العسكري لحماية القناة وضمان استمرارها كممر مائي محايد.
الأطماع الصينية في القطب الشمالي
لم تتوقف أنشطة الصين عند بنما فقط؛ إذ بدأت الشركات الصينية في استكشاف ممرات بحرية جديدة عبر القطب الشمالي، وهو ما يعزز نفوذها في مناطق أخرى استراتيجية.
في الخريف الماضي، عبرت سفن صينية هذا الطريق لأول مرة، مستفيدة من ذوبان الجليد وتغير المناخ.
الهيمنة على الاتصالات والقدرات العسكرية
تعتمد الصين أيضًا على أدوات أخرى لتعزيز نفوذها، مثل سيطرة شركة “هواوي” على شبكات الاتصالات في أميركا اللاتينية، بما في ذلك تكنولوجيا الجيل الخامس.
هل يشكل ذلك تهديدًا أميركيًا؟
بحسب الخبراء، فإن التحركات الصينية في بنما ومنطقة الكاريبي تُظهر طموحات تتجاوز الأهداف التجارية، ما يشكل تحديًا للهيمنة الأميركية التاريخية في المنطقة.
ومع تصاعد التوترات، يبقى السؤال: هل تتحرك واشنطن لمواجهة هذا النفوذ المتنامي؟