افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024، القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تُعقد في العاصمة الإدارية الجديدة تحت شعار “الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد”. القمة شهدت حضورًا مكثفًا من قادة الدول الأعضاء في المنظمة، بالإضافة إلى ممثلين عن دول نامية ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي بداية القمة، تسلم الرئيس السيسي الرئاسة الدورية للمنظمة من رئيس وزراء بنجلاديش، محمد يونس، الذي قام بتسليم رئاسة المنظمة عقب فترة من العمل المستمر لدعم أهداف المنظمة. وعقب ذلك، ألقى السيسي الكلمة الافتتاحية التي استعرض فيها التحديات التي تواجه الدول النامية والحاجة الماسة إلى التعاون المشترك لمواجهة تلك التحديات.
تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الاقتصادية
ركز السيسي في كلمته على أهمية الاستثمار في الشباب، الذي يُعد الركيزة الأساسية لمستقبل أي دولة، وكذلك دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تُعتبر المحرك الرئيسي لاقتصادات الدول النامية. كما تطرق إلى الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن القمة تأتي في وقتٍ حساس يتسم بتزايد الصراعات، مثل الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، مما يعقد الأوضاع في المنطقة.
وقال السيسي إن مصر تضع في أولوياتها تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة تحديات مثل نقص التمويل، وتفاقم الديون، والفجوة الرقمية. وأشار إلى أن من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها هي التكنولوجيا الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، مع التوسع في مشروعات الهيدروجين الأخضر، وكذلك تطوير مشروعات الشباب والقطاع الخاص.
مبادرات جديدة من مصر
وفي إطار دعم التعاون الاقتصادي، أعلن الرئيس السيسي عن إطلاق عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة، أبرزها:
- شبكة لمديري المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية لتعزيز القدرات الدبلوماسية لمواكبة قضايا العصر.
- مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم ما قبل الجامعي في مجالات العلوم والهندسة.
- شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي لتعزيز التعاون الاستثماري والتجاري بين الدول الأعضاء.
- اجتماعات دورية لوزراء الصحة في الدول الأعضاء، مع استضافة مصر لاجتماع عام 2025.
كما أعلن عن نية مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة لتسهيل التجارة البينية بين الدول الأعضاء.
تطلعات مستقبلية
اختتم الرئيس السيسي كلمته بتمنياته بأن تكون هذه القمة نقطة انطلاق لمزيد من التعاون المثمر بين الدول الأعضاء، بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار، والوفاء بتطلعات الشعوب إلى مستقبل أفضل.