استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نظيره الجزائري عبد المجيد تبون يوم الأحد بمطار القاهرة الدولي، في زيارة عمل وأخوة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وتوجه الرئيسان إلى قصر الاتحادية، حيث أجريت مراسم استقبال رسمية قبل الدخول في مباحثات معمقة حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية الملحة.
التعاون الثنائي في الاستثمار والمشروعات المشتركة
أكد الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك على أهمية التعاون الاستثماري بين مصر والجزائر، مشيرًا إلى وجود أكثر من 5,000 شركة مصرية قادرة على العمل في مشاريع البنية التحتية في الجزائر. وأضاف السيسي أن اللجنة المشتركة التاسعة ستنعقد في القاهرة قريبًا لتوسيع التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية.
من جانبه، أعرب الرئيس تبون عن أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مؤكدًا أن الجزائر تعتبر مصر أكبر شريك تجاري لها في المنطقة، مع وصول وارداتها من مصر إلى مليار دولار سنويًا. كما أشاد تبون بمساهمة الشركات المصرية، مثل “المقاولون العرب”، في مشروعات البناء والبنية التحتية في الجزائر، مشيرًا إلى توجيه وزارة الإسكان الجزائرية للتعاون مع الشركات المصرية في مشروعات المدن الجديدة.
توافق حول قضايا غزة وليبيا والسودان
توافق الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وتقديم المساعدات الإنسانية، معبرين عن دعمهما للشعب الفلسطيني ورفضهما لأي محاولات تهجير قسري من قطاع غزة. وأكد السيسي أن مصر تسعى لوقف إطلاق النار منذ بدء التصعيد، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في القطاع يفرض ضرورة إدخال المساعدات بشكل عاجل.
كما اتفق السيسي وتبون على دعم عملية سياسية ليبية ليبية تؤدي إلى الاستقرار، معربين عن أسفهما لاستمرار الأزمة في السودان ودعمهما لحل يحقق الاستقرار والشرعية هناك.
مبادرات مستقبلية لتعزيز التعاون
أعلن الرئيسان عن انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في بداية عام 2025، لمناقشة آفاق التعاون الثقافي والاقتصادي. كما أكد تبون تقديره لموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى جهود الجزائر في مجلس الأمن للضغط على المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.
إشادة بالعلاقات التاريخية
أعرب الرئيس تبون عن شكره لمصر على دعمها التاريخي للثورة الجزائرية، مشيرًا إلى أن الجزائر تستذكر دائمًا دور مصر الرائد في مساندة كفاحها من أجل الاستقلال. وتقدم الرئيس تبون بالشكر للسيسي وللشعب المصري على حسن الاستقبال، معبرًا عن اعتزازه بعمق العلاقات الأخوية بين البلدين.