يحتفظ المصريون بمكانة خاصة في قلوبهم للسيدة زينب رضي الله عنها، حفيدة النبي محمد ﷺ، التي ارتبط اسمها بفيض من المشاعر الصادقة والولاء لآل البيت. هذا ما أكده الشيخ الشحات العزازي، أحد علماء الأزهر الشريف، خلال ظهوره في برنامج “90 دقيقة” مع الإعلامية بسمة وهبة على قناة “المحور”، حيث أوضح أن لقب “السيدة” إذا أُطلق في مصر فإنه يُقصد به السيدة زينب دون غيرها.
وأشار العزازي إلى أن الاحتفال بمولد السيدة زينب يشهد تجمعات ضخمة، حيث يتدفق المحبون من جميع أنحاء مصر، حتى يصبح السير في بعض الشوارع المحيطة بمقامها أمرًا بالغ الصعوبة بسبب كثافة الحشود التي تعبر عن حبها العميق لها ولآل البيت. وأضاف أنه تشرف بالخدمة كإمام لمسجد السيدة زينب في الفترة من عام 2000 إلى 2006، وهي تجربة وصفها بأنها نعمة عظيمة منحها الله له.
كما تحدث عن انتشار حب المصريين للسيدة زينب في مختلف المحافظات، مشيرًا إلى وجود مقامات تحمل اسمها في الصعيد، بل إن بعض الأماكن التي يُعتقد أنها شهدت مرورها تحاط بسياجات لحمايتها وتقديرًا لمكانتها.
وأوضح العزازي أن هذه المشاعر الجياشة ليست جديدة، بل هي جزء أصيل من ثقافة المصريين التي تمتزج فيها العقيدة بالحب والتقدير لآل البيت، وهو ما ينعكس في احتفاء المصريين بالمناسبات الدينية وتخصيص مساجد وأضرحة لهم تُزار باستمرار طلبًا للبركة.
يظل مقام السيدة زينب في قلب القاهرة شاهدًا على هذا الارتباط الروحي العميق، حيث يتوافد عليه الزوار من مختلف الطبقات والمناطق، ليؤكدوا أن حب آل بيت النبي متجذر في وجدان الشعب المصري منذ قرون، ولا يزال مستمرًا بقوة، يربط القلوب بمحبة لا تنقطع.