كشفت دراسة حديثة عن تفوق الذكاء الاصطناعي على الجراحين في كتابة التقارير الطبية المتعلقة بالعمليات الجراحية، حيث أثبتت التقنية قدرتها على تقليل الأخطاء والتناقضات في التوثيق الجراحي. وأظهرت نتائج البحث، الذي نُشر في دورية Journal of the American College of Surgeons، أن الذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في مجال توثيق العمليات الجراحية، مما يعزز دقة المعلومات الطبية ويحسن جودة الرعاية الصحية.
دقة أكبر في توثيق العمليات
أوضحت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي قادر على متابعة الجراحين أثناء العمليات الجراحية وتحليل التسجيلات المصورة لإعداد تقارير ما بعد الجراحة. وبيّنت النتائج أن 53% من التقارير التي كتبها الجراحون يدويًا احتوت على تناقضات، مقارنة بـ 29% فقط من التقارير التي أعدها الذكاء الاصطناعي.
كما كشفت الدراسة أن نسبة التناقضات الكبيرة، التي قد تؤثر على رعاية المرضى لاحقًا، بلغت 27% في تقارير الجراحين، بينما لم تتجاوز 13% في تقارير الذكاء الاصطناعي.
كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في إعداد التقارير الجراحية؟
يعتمد النظام المطوَّر على تقنية الرؤية الحاسوبية، حيث تم تدريبه على تحليل تسجيلات الفيديو لعمليات جراحية دقيقة، مثل استئصال البروستاتا بالروبوت. وخلال كل مرحلة من مراحل الجراحة، مثل إزالة العقد الليمفاوية أو ربط الأوعية الدموية، يقوم الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الخطوات التي يقوم بها الجراح، ثم يجمع البيانات وينسقها في تقرير طبي شامل.
فوائد التقنية الجديدة
تقليل العبء الإداري عن الأطباء: يساعد الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت الذي يقضيه الجراحون في كتابة التقارير، مما يسمح لهم بالتركيز أكثر على رعاية المرضى.
تحسين دقة التوثيق الجراحي: يقلل من الأخطاء والمعلومات غير الدقيقة التي قد تؤثر على التشخيص وخطة العلاج.
تعزيز الشفافية الجراحية: يتيح تتبعًا دقيقًا للإجراءات الجراحية، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
دعم الأبحاث الطبية: يوفر بيانات دقيقة وموثوقة تساعد في الدراسات العلمية وتحسين الإجراءات الجراحية المستقبلية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الجراحة
يرى الخبراء أن هذه التقنية، مع مزيد من التطوير والاختبارات، قد تصبح معيارًا في توثيق العمليات الجراحية، مما يقلل من الأخطاء الطبية ويساهم في تحسين جودة الخدمات الصحية عالميًا.