أكد الدكتور عماد زيتوني، مدير الهندسة في شركة جوجل، أن العالم ما زال في المراحل الأولى من عصر الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الإمكانيات الحقيقية لهذه التكنولوجيا لم تُستغل بشكل كامل حتى الآن. وجاءت تصريحات زيتوني خلال ظهوره في برنامج “العنكبوت” المذاع على قناة أزهري، حيث ناقش الآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي ودوره في إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات.
الذكاء الاصطناعي.. أداة لثورة إنتاجية شاملة
أوضح زيتوني أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة هائلة على تعزيز الإنتاجية في القطاعات الاقتصادية المختلفة، موضحاً أنه يساهم بشكل ملحوظ في مجالات الطب، والتعليم، والصناعة، والأمن، وحتى التنبؤ بالمخاطر المحتملة، مما يجعل العالم أكثر كفاءة وأماناً.
وأشار إلى أن الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على أداء المهام المتكررة بدقة عالية، مما يُمكّن البشر من التركيز على الأعمال الإبداعية واتخاذ القرارات الاستراتيجية. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يتفوق في قدرته على التحليل والتنبؤ مقارنة بالبشر، وهو ما يمنح المؤسسات أداة قوية للتخطيط الاستراتيجي وإدارة المخاطر.
ثورة في الطب والرعاية الصحية
سلط زيتوني الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، موضحاً أنه يمكنه المساعدة في التشخيص المبكر للأمراض واكتشاف علاجات جديدة، إلى جانب تطوير ما يُعرف بالطب الشخصي، الذي يُتيح خطط علاج مخصصة لكل مريض بناءً على حالته الصحية الفردية.
وأشار إلى أن الأبحاث الجارية حالياً قد تؤدي إلى تحقيق تقدم هائل في اكتشاف الأدوية الجديدة، ما قد يُحدث نقلة نوعية في علاج الأمراض المستعصية مثل السرطان والأمراض الوراثية. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم لتوقع الأوبئة ورصد انتشار الفيروسات بشكل أكثر دقة من الأنظمة التقليدية.
التعليم.. نحو تجربة تعلم شخصية وأكثر فعالية
وفي قطاع التعليم، أوضح زيتوني أن الذكاء الاصطناعي يُمكّن من تقديم تجارب تعليمية مخصصة تُلبي احتياجات كل طالب على حدة، ما يسهم في تحسين استيعاب المعلومات وتطوير المهارات الفردية. كما يمكنه تحليل أداء الطلاب وتقديم ملاحظات دقيقة لمساعدتهم على التحسن.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً محورياً في توفير الدعم للمعلمين، من خلال تقديم أدوات تفاعلية تساعدهم في تصميم المناهج الدراسية وتحليل مستوى تقدم الطلاب بشكل دقيق وفعّال.
مخاوف وتحديات مستقبلية
رغم التفاؤل بمستقبل الذكاء الاصطناعي، أكد زيتوني أن هناك تحديات كبيرة يجب التعامل معها، مثل الأمان السيبراني، وحماية البيانات الشخصية، والشفافية في القرارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بفقدان الوظائف نتيجة الأتمتة المتزايدة.
كما شدد على أهمية تبني سياسات تنظيمية صارمة تضمن الاستخدام الآمن والأخلاقي لهذه التقنية، مع تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات التكنولوجية والمؤسسات الأكاديمية لتحقيق هذا الهدف.
الخلاصة: بداية الطريق نحو عالم جديد
اختتم الدكتور عماد زيتوني حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي هو مفتاح المستقبل، إذ يمكنه تغيير أنماط الحياة والعمل بشكل جذري. ومع استمرار تطور هذه التقنية، يجب التركيز على تسخير إمكانياتها لتحسين جودة الحياة، مع مراعاة التحديات الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بها.