التعامل مع مشاكل الأطفال في مرحلة مبكرة أمر حساس، ويحتاج إلى وعي دقيق من قبل الأمهات حول كيفية اكتشاف أي مشاكل قد يعاني منها أطفالهن. كثيرًا ما تتساءل الأمهات: “متى أكتشف أن ابني أو بنتي عندهم مشكلة؟ هل أنا متأخرة في اكتشاف ذلك؟”، وهذه أسئلة تدور في ذهن العديد من الأمهات في وقت مبكر من عمر أطفالهن. من المهم معرفة أن هناك سمات معينة قد تشير إلى وجود مشكلة صحية أو نفسية أو لغوية لدى الطفل، وهذا ما توضحه الدكتورة زينب طارق، استشاري نفسي وسلوكي وتخاطب.
متى نكتشف أن الطفل يعاني من مشكلة؟
العديد من الأمهات يتعرضن للقلق عندما يلاحظن بعض السلوكيات غير المعتادة لدى أطفالهن. فمثلاً، إذا كان الطفل لا يرد على من يناديه أو يعاني من تأخر في النطق أو إذا كان كثير العياط والصراخ دون سبب واضح، فهذا قد يشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى تشخيص دقيق. وقد يحدث ذلك نتيجة لعدة عوامل، أهمها التأخر اللغوي أو التأخر الذهني، ولكن كيف يمكن التفريق بينهما؟
التأخر اللغوي مقابل التأخر الذهني
الاختلاف الأساسي بين التأخر اللغوي والتأخر الذهني هو في الإدراك والتركيز. الأطفال الذين يعانون من تأخر ذهني قد يظهرون صعوبة في فهم الأوامر أو تنفيذ المهام البسيطة. كما أنهم يعانون من تأخر في الانتباه والتركيز. على العكس من ذلك، الأطفال الذين يعانون من تأخر لغوي قد يتفاعلون بشكل طبيعي مع محيطهم، لكنهم يعانون فقط من تأخر في تعلم اللغة.
أقرأ ايضآ :
محمد صلاح يُثير الجدل: “الرحيل أقرب من البقاء مع ليفربول”
موعد مباراة ليفربول وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة
موعد مباراة الزمالك و بلاك بولز في الكونفدرالية والقناة الناقلة
تحذيرات من طقس شتوي قارس.. الأرصاد تكشف عن توقعات الطقس غدًا الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
متى يبدأ الطفل في تحسين نطقه؟
من الطبيعي أن يبدأ الطفل في تكوين أولى كلماته عند سن السنة. ومع بلوغ الطفل السنتين، يجب أن يكون قادرًا على قول جمل بسيطة مثل “أريد شرب” أو “أريد أكل”. وإذا لاحظت الأم أن طفلها في عمر السنتين لا يتحدث إلا بكلمات منفردة دون جمل كاملة، يجب استشارة أخصائي تخاطب للتأكد من أن الطفل لا يعاني من تأخر لغوي. وفي بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى جلسات علاجية، حسب التشخيص الذي يتلقاه من الطبيب المتخصص.
أهمية فحص السمع قبل البدء بالعلاج
في بعض الأحيان، قد يكون تأخر النطق بسبب مشاكل في السمع. لذلك، من المهم أن تخضع الأذن والسمع لفحص دقيق من قبل طبيب مختص. فإذا كان الطفل يعاني من شمع أو ماء في الأذن، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على قدرته على السماع وبالتالي على تطور النطق. لذا، يجب على الأم أن تتابع حالته مع أطباء مختصين في هذا المجال.
كيف يمكن للأم مساعدته؟
الوعي المبكر هو المفتاح. يجب على الأم أن تكون على دراية بكيفية التعامل مع مشكلة تأخر النطق أو التأخر الذهني. ومن الضروري أن تكون الأم على علم بأن هناك تدريبات يمكن تنفيذها في المنزل لتساعد الطفل على تحسين نطقه. ولكن يجب أن يترافق ذلك مع الاستعانة بمختصين في حالة عدم تحسن الحالة. مع مرور الوقت، سيتطلب الأمر أيضًا توجيه الطفل نحو بيئة تعليمية وصحية تساعده على التفاعل مع أطفال آخرين في سنه لتفادي أي اضطرابات اجتماعية قد تحدث نتيجة التأخر اللغوي أو الذهني.
أهمية الاعتراف بالمشكلة وعدم الإنكار
أحد أكبر التحديات التي قد تواجهها الأم هي الإنكار. حيث قد ترفض بعض الأمهات الاعتراف بأن طفلها يعاني من مشكلة. ومع ذلك، يعتبر الاعتراف بالمشكلة في وقت مبكر خطوة مهمة نحو العلاج. فبإدراك الأم للمشكلة، يتمكن الأطباء من تحديد العلاج الأنسب، سواء من خلال جلسات التخاطب أو العلاج السلوكي أو النفسي.
حلول للتعامل مع تأخر الذهني
في حالة التشخيص بتأخر ذهني، يتطلب الأمر اتباع خطة علاجية منظمة وفقًا لحالة الطفل. يتعاون الأطباء مع الأسرة لوضع برنامج علاج يستهدف تحسين مهارات الطفل. يمكن أن يتضمن العلاج تقنيات تدريبية على التركيز والانتباه، بالإضافة إلى دعم لغوي وسلوكي لتحفيز الطفل على التفاعل بشكل أفضل.
في الختام، يجب أن تكون الأمهات على استعداد دائم لملاحظة أي علامات تدل على وجود مشكلة لدى أطفالهن. ومع التوجه نحو المتخصصين والتشخيص المبكر، يمكن علاج العديد من المشكلات وتحسين حياة الطفل بشكل كبير.