مع التطور المتسارع للخدمات الرقمية في مصر، شهدت سوق المدفوعات الإلكترونية خطوة مهمة بإطلاق البنك المركزي المصري لخدمة ترميز بطاقات الدفع وتفعيل خدمة “أبل باي” رسميًا. هذه الخطوة تُعد جزءًا من التحول نحو اقتصاد رقمي يعتمد على التكنولوجيا لتسهيل المعاملات المالية للمستخدمين.
الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات والمدير التنفيذي للشعبة العامة للاقتصاد الرقمي، أوضح في لقاء تلفزيوني ببرنامج “العنكبوت” على قناة أزهري أن خدمة “أبل باي” تُتيح للمستخدمين الدفع بسهولة باستخدام التقنيات البيومترية، مثل بصمة الوجه أو بصمة الإصبع، دون الحاجة إلى إدخال الرقم السري للبطاقة في كل مرة. هذه التقنية تُوفر مزيدًا من الراحة والأمان للمستخدمين، مما يساهم في انتشار ثقافة الدفع الإلكتروني.
هل خدمة “أبل باي” آمنة تمامًا؟
رغم المزايا الكبيرة لخدمات الدفع الإلكتروني، أكد عزام أن الاعتماد على تقنيات الدفع مثل “أبل باي” ليس آمنًا بنسبة 100%. أشار إلى أن الشركات التقنية الكبرى تُنفق مليارات الدولارات على تأمين بيانات المستخدمين لأن سمعتها تعتمد بشكل أساسي على هذا الأمان. ومع ذلك، فإن نسبة الأمان القصوى لهذه الخدمات تصل إلى 99%، مما يترك هامشًا ضئيلًا جدًا لأي ثغرات أو اختراقات محتملة.
وأضاف عزام أن المستخدمين يجب أن يدركوا أن المخاطر موجودة، حتى وإن كانت ضئيلة، مشددًا على أهمية اتخاذ التدابير الاحترازية مثل تحديث الأجهزة بشكل دوري وتفعيل جميع خصائص الحماية المتاحة.
مستقبل المدفوعات الرقمية في مصر
مع تفعيل خدمة “أبل باي”، تدخل مصر مرحلة جديدة من التحول الرقمي، مما يُسهل على الأفراد والشركات إتمام عمليات الدفع بطرق آمنة وسريعة. هذا التحول يأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الاقتصاد الرقمي وتقليل الاعتماد على النقد التقليدي. من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة انتشارًا أكبر لهذه الخدمات، خاصة مع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية في الحياة اليومية.
التحديات المرتقبة
رغم الفوائد العديدة، يظل هناك تحديات تواجه انتشار خدمات الدفع الرقمي، أهمها:
- التوعية بأمن البيانات وكيفية حماية المستخدمين لمعلوماتهم.
- توفير بنية تحتية قوية تدعم هذه الخدمات في جميع أنحاء البلاد.
- التصدي للهجمات الإلكترونية التي قد تستهدف بيانات المستخدمين.