شهدت الساحة الإعلامية الإسرائيلية حالة من القلق والتوتر عقب انتشار صور لتدريبات الجيش المصري على نقاط ضعف دبابة “ميركافا” الإسرائيلية، ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول الاستعدادات العسكرية المصرية وتطوراتها الأخيرة.
التفاصيل المثيرة للتدريبات
التدريبات التي جرى عرضها مساء السبت 27 أبريل 2024، كشفت عن مشاهد لضباط في الجيش المصري خلال استعراض تفصيلي لنقاط ضعف دبابة “ميركافا” أمام جنود الأكاديمية العسكرية المصرية. وتزامنت هذه التدريبات مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ما أضفى أهمية رمزية واستراتيجية على الحدث.
ردود الفعل الإسرائيلية القلقة
الإعلام الإسرائيلي، الذي يُعرف بتركيزه على أي تحركات عسكرية عربية، أعاد بث المشاهد وتحليلها، مُعتبراً أن استمرار الجيش المصري في دراسة آليات الجيش الإسرائيلي وتسليحه يعكس جهوزية مصرية للتعامل مع أي تهديد محتمل. وقد أبدت القنوات الإسرائيلية استغرابها من هذا النوع من التدريبات، معتبرة إياها رسالة مباشرة حول إدراك مصر لأهمية الاستعداد الدفاعي والهجومي في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.
أبعاد التدريب ورسائله العسكرية
من منظور استراتيجي، يُعتبر التركيز على دراسة نقاط ضعف الأسلحة المعادية جزءاً أساسياً من التعليم العسكري المتطور، وهو ما أكدته التقارير الواردة من شبكة ماعت، التي نقلت المشاهد. وذكرت الشبكة أن المناهج الدراسية في الكليات العسكرية المصرية لا تزال تُركز على تحليل القدرات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك دراسة دبابة “ميركافا”، التي تُعد العمود الفقري لسلاح المدرعات الإسرائيلي.
الرسالة المصرية بين السطور
ترى التحليلات العسكرية أن المشاهد المُسربة تحمل رسالة مزدوجة؛ الأولى موجهة للداخل المصري لتأكيد الجاهزية العسكرية، والثانية موجهة للخارج، خاصة إسرائيل، لإظهار أن الجيش المصري يُدرك نقاط ضعف خصومه المحتملين ويستعد لها عملياً وعلمياً.
إرث تاريخي واستعداد مستقبلي
الجيش المصري الذي خاض حروباً متعددة مع إسرائيل لا يزال يولي اهتماماً كبيراً بدراسة تكتيكات العدو المحتمل. وقد أكدت مصادر عسكرية أن هذه التدريبات تُعد امتداداً لنهج استراتيجي مستمر منذ حرب أكتوبر 1973، عندما تمكنت القوات المصرية من اختراق خط بارليف وتدمير دبابات إسرائيلية بطرق مبتكرة.
تفاعل الشارع العربي والدولي
التفاعل مع الخبر لم يقتصر على الإعلام الإسرائيلي؛ إذ أثار الحدث اهتماماً واسعاً في الأوساط العربية، التي رأت فيه دليلاً على يقظة الجيش المصري واستعداده المستمر لحماية أمنه القومي. كما أبدت وسائل إعلام دولية اهتمامها بما وصفته “التحركات المدروسة” التي تعكس تفوقاً في التخطيط الاستراتيجي العسكري.