أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أسقط طائرة مسيرة ليلة أمس، كانت محملة بالأسلحة وعبرت من الأراضي المصرية إلى إسرائيل. وأكدت مصادر إسرائيلية العثور على أربع بنادق ومسدس ضمن محتويات المسيرة، مما أثار تساؤلات حول كيفية عبور هذه الأسلحة الحدودية في ظل الإجراءات الأمنية الصارمة.
تصاعد التوتر حول الأنفاق الحدودية
تشير تقارير إسرائيلية إلى أن حماس استفادت من أنفاق تحت الحدود المصرية في منطقة سيناء لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. ورغم إعلان مصر في السنوات الماضية تدمير العديد من هذه الأنفاق وبناء منطقة عازلة، تواصل إسرائيل اتهام حركة حماس باللجوء إلى شبكات أنفاق معقدة لنقل الأسلحة والبضائع إلى غزة.
وخلال الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، على أن قواته باتت تسيطر بشكل “عملي” على ممر فيلادلفيا، الذي يُعد شريانًا حيويًا للتهريب. وأكد هغاري العثور على 20 نفقًا جديدًا في هذه المنطقة، مما يشير إلى استمرارية نشاط التهريب تحت الحدود رغم التشديدات الأمنية المصرية والإسرائيلية.
التصعيد العسكري في غزة ونتائج الصراع على المدنيين
الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي انطلق في السابع من أكتوبر بعد عملية حماس التي أسفرت عن مقتل 1189 شخصًا إسرائيليًا وأسر 252 رهينة، تسبب في دمار واسع وارتفاع أعداد القتلى في غزة، حيث بلغت الوفيات نحو 42500 وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، معظمهم من المدنيين.
وبينما يتصاعد القتال، دعت المنظمات الدولية إلى تهدئة الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، مع تحذيرات من مزيد من التصعيد في حالة استمرار الحصار وتدمير البنية التحتية. وفي إطار ردها، تؤكد إسرائيل سعيها “للقضاء” على حماس، وتستخدم حملة قصف جوي مكثفة مع عمليات برية لتحقيق هذا الهدف، مما جعل القطاع على شفا أزمة إنسانية غير مسبوقة.
تدابير مصرية للسيطرة على التهريب
من جهتها، قامت السلطات المصرية على مدار السنوات الماضية بإغراق عدة أنفاق بالمياه في محاولة لقطع الإمدادات المهربة إلى غزة، ووضعت خططًا لتحصين الحدود وتعزيز الرقابة، إذ تعتبر مصر أن هذه الأنفاق تشكل تهديدًا لأمنها القومي. ومع ذلك، تبقى الأنفاق أحد السبل التي يعتمد عليها الفلسطينيون للالتفاف حول الحصار الإسرائيلي على القطاع، إذ يستخدمونها لتمرير السلع الأساسية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل جهود دولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيث تؤكد القوى العالمية على ضرورة تهدئة الأوضاع الإنسانية في غزة، وتناشد الطرفين بضبط النفس لتجنب كارثة إنسانية.