شهدت العلاقات التجارية بين روسيا ومصر تقدمًا ملحوظًا، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين عتبة 7 مليارات دولار في نهاية عام 2023. يمثل هذا النمو الكبير قفزة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة، مما يبرز عمق التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
ارتفاع التجارة الثنائية: شراكة متطورة
ارتفعت التجارة بين روسيا ومصر بشكل لافت في عام 2023، حيث بلغت 7 مليارات دولار، وهو مستوى غير مسبوق في السنوات الأخيرة. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، أن هذا الارتفاع يعكس الالتزام المتبادل بتعزيز وتعميق العلاقات الاقتصادية. وأشار لافروف إلى أن “التقدم الإيجابي في التجارة والتعاون الاقتصادي يبعث على التفاؤل”، مؤكداً على أهمية استمرار هذا الاتجاه المتصاعد.
تظل مصر شريكًا رئيسيًا لروسيا، خاصة في مجالات مثل تصدير الحبوب والتعاون في الصناعة وتنمية قطاع الطاقة. ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه روسيا لتوسيع علاقاتها التجارية خارج الغرب، وتلعب مصر دورًا محوريًا في هذا السياق كحليف استراتيجي في أفريقيا والشرق الأوسط.
المشاريع الاستراتيجية: الطاقة النووية والمنطقة الصناعية
يعتبر مشروع بناء محطة الطاقة النووية في الضبعة من أبرز المشاريع التي تعزز التعاون بين روسيا ومصر. هذا المشروع الاستراتيجي، الذي يتم بتمويل وتكنولوجيا روسية، يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين البنية التحتية للطاقة في مصر. وقد ناقش لافروف وعبد العاطي تقدم هذا المشروع في محادثاتهما الأخيرة، مشددين على أهمية المشروع في تعزيز قدرة مصر على توفير الطاقة وتنويع مصادرها.
كما يُعد إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس مبادرة استراتيجية أخرى. من المتوقع أن تسهم هذه المنطقة في زيادة الاستثمارات الروسية في مصر، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز تبادل التكنولوجيا. بالنسبة لمصر، يتماشى هذا المشروع مع أهدافها في تعزيز التصنيع والتنمية الاقتصادية، بينما يوفر لروسيا فرصة لتقوية حضورها في أحد أبرز الطرق البحرية العالمية.
إمدادات الحبوب: عنصر محوري في التجارة
تعتبر إمدادات الحبوب الروسية إلى مصر من العناصر الأساسية في العلاقة التجارية بين البلدين. تزود روسيا، كونها واحدة من أكبر مصدري الحبوب عالميًا، مصر التي تُعد من بين أكبر مستوردي القمح، بكميات كبيرة. وأكد لافروف على أهمية “استدامة” هذه الإمدادات، مشددًا على دورها في ضمان الأمن الغذائي لمصر.
تكتسب هذه التجارة أهمية كبرى للطرفين: فهي أساسية لمصر من أجل استقرار الأمن الغذائي، بينما تعزز روسيا من خلال هذه الصادرات تدفق الإيرادات ونفوذها في المنطقة. ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن هذه التجارة قد تواجه تحديات محتملة بسبب التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار السلع الأساسية.
التعاون الدبلوماسي: آفاق أوسع
أكد الاجتماع بين لافروف وعبد العاطي على تعزيز التعاون الدبلوماسي بين روسيا ومصر. تسعى الدولتان إلى توسيع علاقتهما بما يتجاوز الجوانب الاقتصادية، حيث يناقشان قضايا جيوسياسية أوسع. تعكس الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الحكومية الروسية المصرية الإطار المؤسسي الذي يوجه هذا التعاون، حيث تلعب هذه اللجنة دورًا أساسيًا في تنسيق المبادرات الرئيسية ومعالجة التحديات المحتملة في شراكتهما الاقتصادية