شهدت البورصة المصرية خلال عام 2024 أداءً لافتًا للنظر، متجاوزة التحديات الاقتصادية العالمية التي أثرت على الأسواق المالية بشكل عام. وفقًا للخبير الاقتصادي أيمن فودة، رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي العربي الأفريقي، حققت البورصة نموًا ملحوظًا في رأس المال السوقي وزيادة في قيمة التداولات عبر قطاعات متعددة، مما يعكس استقرارًا وقوة أداء السوق المصري.
أداء المؤشرات
أوضح فودة خلال تصريحاته في برنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، أن مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة كان الأكثر بروزًا، حيث ارتفع بنسبة 50%، مقارنةً بـ 30% للمؤشر الثلاثيني. وأكد أن هذه الأرقام تعكس ثقة المستثمرين في هذه الشركات، التي تعتبر عصب الاقتصاد المصري.
القطاعات الواعدة في السوق
وأشار الخبير إلى أن جميع القطاعات المشاركة في البورصة المصرية تحمل فرصًا واعدة، لكن بترتيب معين من حيث الأداء. أبرز القطاعات التي تصدرت المشهد في 2024 كانت:
القطاع العقاري: شهد انتعاشًا ملحوظًا بسبب الطلب المتزايد على المشروعات السكنية والتجارية.
القطاع البنكي: استمر في تحقيق نمو مدعومًا بالسياسات النقدية المستقرة.
قطاع الأغذية: استفاد من الطلب المحلي والدولي على المنتجات المصرية.
قطاع الأدوية والرعاية الصحية: نما بفضل التوسع في الاستثمارات الصحية.
الخدمات المالية غير المصرفية: ساهمت في تعزيز الشمول المالي.
قطاع المطاحن: تألق بسبب الزيادة في الطلب على السلع الأساسية.
تحديات السوق المصرية
رغم النجاحات، تواجه البورصة المصرية تحديات مرتبطة بالتغيرات الاقتصادية العالمية مثل التضخم وتقلب أسعار الصرف. ومع ذلك، تُظهر السوق مرونة ملحوظة في التكيف مع هذه المتغيرات، مما يعزز من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
توقعات مستقبلية
يتوقع الخبراء استمرار الأداء الإيجابي للسوق المصري في العام المقبل، مع إمكانية تحقيق المزيد من النمو في القطاعات الرائدة. ويعتبر الدعم الحكومي وتشجيع الاستثمار الأجنبي من العوامل الأساسية لتعزيز هذا الاتجاه.