تشهد البورصات العربية، وعلى رأسها البورصة المصرية، حالة من التراجع الملحوظ بفعل مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المتشابكة. وفقًا للخبير الاقتصادي سمير رؤوف، فإن التوترات الجيوسياسية العالمية تُلقي بظلالها على أداء الأسواق المالية، مما يؤدي إلى حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين.
أسباب تراجع البورصة المصرية
في لقاء تلفزيوني ضمن برنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، أوضح سمير رؤوف أن هناك عدة عوامل رئيسية وراء الانخفاض الأخير في مؤشرات البورصة المصرية، ومن أبرز هذه العوامل:
- التوترات الجيوسياسية: تصاعد الأزمات السياسية في مناطق مختلفة، خاصة في الشرق الأوسط، يخلق مناخًا من عدم اليقين، مما يدفع المستثمرين للابتعاد عن المخاطر المرتبطة بالأسواق المالية.
- اقتراب موسم أعياد الميلاد ورأس السنة: في هذه الفترة، يعمد بعض المستثمرين إلى تحويل أموالهم من البورصة إلى القوة الشرائية استعدادًا للاحتفالات وموسم العطلات، ما يقلل من حجم التداول.
- اكتتاب المصرف المتحد: هذا الاكتتاب أدى إلى سحب جزء من السيولة المتاحة في السوق، ما تسبب في ضغط مؤقت على البورصة. ومع عودة أموال الاكتتاب، يُتوقع أن تشهد السوق بعض التحسن.
مؤشرات الأداء في البورصة المصرية
أشار رؤوف إلى أن التراجعات شملت معظم المؤشرات الرئيسية، حيث سجّلت الأرقام التالية:
- تراجع مؤشر “إيجي إكس 30” بنسبة 1.25% ليغلق عند 30617 نقطة.
- انخفض مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 1.22% ليصل إلى 37916 نقطة.
- هبط مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة 1.24% ليغلق عند 13456 نقطة.
التفاؤل بطرح المصرف المتحد
رغم التراجعات، يرى رؤوف أن قرار طرح المصرف المتحد في البورصة يُمثل خطوة إيجابية من شأنها تنشيط سوق المال المصري، خاصة قطاع البنوك. هذا الطرح يُعزز من السيولة ويزيد من ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في السوق المصري، مما قد يُساهم في استقرار البورصة على المدى الطويل.
تأثير التوترات على البورصات العربية
التأثير السلبي للتوترات الجيوسياسية لا يقتصر على مصر فقط، بل يمتد إلى باقي الأسواق العربية، حيث يُفضل المستثمرون تجنب المخاطر في الأوقات التي تشهد اضطرابات سياسية. يُرجح أن تظل الأسواق تحت الضغط حتى تهدأ الأوضاع الدولية وتظهر إشارات إيجابية تُشجع على عودة الاستثمارات بقوة.