في تصريح قاطع، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، يوم الاثنين 25 نوفمبر 2024، رفضه الكامل لأي نوع من التفاوض أو التسوية مع “قوات الدعم السريع”، مشددًا على أن هذه القوات يجب أن تضع السلاح وتجمع في مناطق معينة قبل النظر في مصيرها من قبل الشعب السوداني. وقال البرهان إن الجيش السوداني مصمم على القضاء على “الميليشيا المتمردة”، مهما طال الزمن.
وأوضح البرهان، خلال كلمة له في مؤتمر حول قضايا المرأة في مدينة بورتسودان، أن الحديث عن مفاوضات أو تسوية مع “الدعم السريع” عبر وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي غير دقيق، مؤكدًا أن هذه القوات ارتكبت العديد من الانتهاكات ضد المواطنين السودانيين ولا تزال تحاصر مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. وأضاف أنه لا صحة لما يتم تداوله بشأن دعوة مجلس السيادة لعقد مؤتمر سياسي للتفاوض في مدينة أركويت.
الإصرار على محاربة “الميليشيا” بكل قوة
كما جدد البرهان تأكيده على أن الجيش السوداني والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى “المستنفرين” المدنيين الذين أُعطوا الأسلحة، يواصلون المعركة بكل عزيمة من أجل القضاء على “الميليشيا الإرهابية المجرمة”، في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”. وأشار البرهان إلى أن القوات المسلحة تواصل تنفيذ العمليات العسكرية في مختلف أنحاء السودان دون تراجع، وتعمل على استعادة الأراضي التي كانت تحت سيطرة “الدعم السريع”.
الوضع الميداني: الجيش يستعيد مناطق في ولاية سنار
على الصعيد الميداني، يواصل الجيش السوداني تقدمه في ولاية سنار، حيث تمكن من استعادة السيطرة على العديد من البلدات بعد استعادة مدينة سنجة، عاصمة الولاية. وتشير التقارير إلى أن الجيش قد تمكن من السيطرة على بلدة “ود النيل” و”أبوحجار” و”دونتاي”، بينما انسحبت “قوات الدعم السريع” إلى مناطق أخرى. وأكدت المصادر المحلية أن جميع مدن وبلدات ولاية سنار أصبحت تحت سيطرة الجيش، الذي يواصل حصار ما تبقى من عناصر “الدعم السريع” في بلدتي “الدالي” و”المزمزم”.
وتستمر العمليات العسكرية ضد “قوات الدعم السريع” في عدة مناطق من السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، حيث لا تزال هذه القوات تسيطر على معظم أنحاء العاصمة وولاية الجزيرة، بالإضافة إلى مناطق في غرب دارفور وكردفان. هذا الصراع المستمر بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” أدى إلى سقوط أكثر من 188 ألف قتيل، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين، بحسب تقرير الأمم المتحدة.
تحقيق تقدم في عمليات الجيش وتأثيرها على الوضع الإنساني
في سياق متصل، واصل الجيش السوداني تنفيذ ضربات مكثفة ضد مواقع “الدعم السريع” في الخرطوم، مما ساهم في تحرير بعض المناطق، بينما تتصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد. حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 188 ألف شخص قد فقدوا حياتهم منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، مما يزيد من معاناة المدنيين في ظل استمرار القتال.
وأخيرًا، شدد البرهان على ضرورة تفعيل دور المرأة في بناء السودان، مؤكدًا أن المرأة في شرق البلاد لم تتمكن من الحصول على حقها في التعليم بسبب العادات والتقاليد السائدة.