لم تكن حياتها سهلة بعد زواجها تحملت مالم يتحمله بشر من أجل ركوب المركب في النهر أو البحر ، احيانا تتردد علينا من وقت لآخر، البعض منا يعتبرها رسالة خير له ولأسرته، والبعض الآخر قد يخاف منها ويتشائم، وخاصة لو كانت تفاصيل الرؤيا تشير إلى ذلك، ومن خلال هذه القضية التى سنتعايش سنتعرف على تفسير قصة بطلة مصرية تنحنى لها الجبال والأنهار والبحر والشمس والقمر على ماقدمته من تضحيات حفاظا على ابنتها نور عنيها وأنبل شئ في حياتها.
اقرا ايضا ..السياسي محمود العلايلى: لماذا لا نعتد بالزواج الشفهى مثل الطلاق الشفهي؟
قصة السيدة التى تزوجت في منتصف العشرينات لمهندس وكان عبارة عن زواج صالونات، عاشت معه في منزل عائله، رضيت بالأمر الواقع في البداية ، ولكن سرعان ما يظهر الوجه الآخر والمخيف إزاء هذه الفتاة الجميلة في بداية حياتها الزوجية ،والتعامل معها على أنها خادمه وليست زوجة أو أبنة ، عائلتها تعاملوا معها بكل وحشية وقسوة واسى ، تحملت الكلام الجارح واحيانا الضرب وهي حامل في ابنتها ” يارا”، بالإضافة لمواقف أخرى يخجل القلم أو اللسان ذكرها.
بعد طردها من منزلها وضربها بعنف دون رحمه وإنسانية وهي حامل في ابنتها، والتعامل معها على أنها خادمه قررت الام اتخاذ قرار حاسم وسريع ونهائي بترك المنزل والانفصال بهدوء، ولم يقم الأب بتحمل تكاليف حياة أبنته أو رؤيتها أو دعمها في مختلف مناحي الحياة ، هل هذا يعقل ، هل شعر الأب بتأنيب ضمير لعدم سؤاله عن أبنته ؟ هل يخاف الله ؟ هل يعلم أنه سيحاسب أم لا!.
الفتاة الجميلة في ربيع العشرينيات لم تستسلم للواقع بل تحدت نفسها تحت شعار أكون أو لا اكون..بنتى خط أحمر..بنتي فوق الجميع، حيث عملت في أحد الشركات الكبيرة فى أحد المجالات لتربي الفتاة الجميلة ، وتعليمها في أفضل المدارس ثم في أفضل الجامعات ، لكي تراهن أن الأم قادرة على تحمل المسؤولية بمفردتها ، حرمت نفسها من الزواج مرة آخرى من أجل سعادة ابنتها . أصبحت ابنتها لوالدتها بمثابة الأم الاحتواء والمودة والحب والتضحية والعطاء، الأمل والنجاح والشموخ والأخت والصديقة ، السيدات لها بصمة واضحة على مدى التاريخ والحضارة والنهضة والإنجازات منذ آلاف السنوات.
المرأة من وجهة نظري ستظل الحاضر والمستقبل والأمس واليوم والغد، الحنان والسكن والدفء، لأنها أساس نجاح المجتمع. هذه الأم لا تقل عن الزعيمة هدى شعراوى أول من أسس الجمعية الفكرية للمرأة المصرية وأسست الاتحاد النسائى عام ١٩٢٣ للبحث عن حقوق المرأة وأثناء قيادتها تم صدور قانون الزواج للفتاة بعمر ١٦ سنة وحق الفتاة فى التعليم وكثير من التغيرات بقوانين الأحوال الشخصية يتوافق مع مطالب الاتحاد. بل كانت على غرارها في الاصرار والعزيمه بحثا عن الانتصار في عملها ولأجل سعادة ابنتها. الأم هي مصدرالحياة والمرأة هي أصل الوجود .
أناشد السادة المسؤولين وأعضاء مجلس النواب والمجلس القومي للمراة ومؤسسات المجتمع المدني خاصا مؤسسة أنا مصراوية برئاسة مروة حافظ بتكريم هذه الأم العظيمة التى ضحت بحرياتها وحياتها من أجل بنتها وقوتها على تحمل المسؤولية بمفردتها..تحية من الأعماق لكل سيدة وفتاة مصرية