حققت دولة الإمارات قفزات نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مواصلةً مسيرتها نحو قيادة العالم في هذا القطاع. وأقامت الإمارات شراكات استراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا مثل جوجل ومايكروسوفت من خلال مجموعة “جي 42” (G42)، لتعزيز منظومتها التكنولوجية واستثمار الذكاء الاصطناعي في تحسين وتطوير مختلف القطاعات الحيوية بالدولة.
في سياق هذه الجهود، عقد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ورئيس مجلس إدارة “جي 42″، الاجتماع السنوي الختامي للمجموعة، حيث شدد على أهمية الدور الريادي الذي تلعبه “جي 42” في تشكيل مستقبل التكنولوجيا. وأشار إلى أن الابتكار هو العمود الأساسي الذي تبني عليه الإمارات تطلعاتها نحو مستقبل اقتصادي مشرق، يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
خلال الاجتماع، تم إقرار سياسات حوكمة واستراتيجيات مالية جديدة تتماشى مع رؤية المجموعة وخططها للتوسع، وذلك عبر تعزيز القدرات التكنولوجية وتوسيع قاعدة الشراكات العالمية. هذا التوجه يهدف إلى جعل الإمارات مركزًا عالميًا للاقتصاد الرقمي، وبوابة رئيسية للمشروعات التقنية الكبرى.
في ذات السياق، أجرى الشيخ طحنون مناقشات مع تيد بيك، الرئيس التنفيذي لشركة “مورغان ستانلي”، حول التطورات الاقتصادية العالمية وأسواق المال، وتبادل معه الأفكار حول فرص التعاون المشترك لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة على المدى الطويل. كما التقى بلاري فينك، المدير التنفيذي لشركة “بلاك روك”، حيث ناقشا سبل تطوير بنية تحتية تكنولوجية مستدامة لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، مما سيسهم في توفير بيئة مناسبة للتوسع في تطبيقات هذا المجال.
الإمارات تستمر في ترسيخ مكانتها كقوة تحويلية في صناعة الذكاء الاصطناعي عالميًا، وتواصل دعمها للتطور التكنولوجي السريع. وقد تبوأت الإمارات مركزًا متقدمًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، مما يعزز من مكانتها كوجهة مفضلة للشركات والاستثمارات التقنية.
ومع قرب انتهاء عام 2024، تستعد “جي 42” لانطلاقة جديدة تركز فيها على توظيف الابتكارات التكنولوجية لتحسين جودة الحياة وضمان تكامل العمليات في مختلف القطاعات. وتستثمر المجموعة خبراتها الواسعة في الذكاء الاصطناعي وتوسيع شراكاتها مع المؤسسات العالمية، بما يعزز دور أبوظبي كمركز عالمي للابتكار والتطوير التكنولوجي.
يأتي هذا التوجه تماشيًا مع أهداف مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة أبوظبي كوجهة رائدة في جذب الاستثمارات والشراكات التكنولوجية، وتوفير بيئة خصبة لاستقطاب المواهب المتميزة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يدعم رؤية الإمارات نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار.