بعد سنوات من العمل المستمر والجهود المكثفة، اكتملت أخيرًا محطة “براكة” للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة، لتصبح بذلك أول محطة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هذه المحطة تمثل إنجازًا كبيرًا في مجال الطاقة النووية السلمية، وتسهم بشكل ملموس في تحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
موقع المحطة وتفاصيل المشروع:
تقع محطة براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، على بعد 53 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الرويس، وتطل على ساحل الخليج العربي. المشروع، الذي انطلق في يوليو 2012 بعد الحصول على التصاريح اللازمة من الهيئات المعنية مثل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وهيئة البيئة في أبوظبي، يتضمن أربعة مفاعلات نووية متقدمة من طراز “APR1400″، وهي تكنولوجيا كورية جنوبية مصممة لتحقيق أقصى معايير الأمان والكفاءة.
أهمية محطة براكة:
عند تشغيل المحطة بكامل طاقتها، ستتمكن من إنتاج نحو 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على الوقود الأحفوري. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تساعد المحطة في تقليل الانبعاثات الكربونية بحوالي 22 مليون طن سنويًا، ما يعادل إزالة حوالي 4.8 مليون سيارة من الطرقات. هذه الخطوة تجعل المحطة واحدة من أكبر مصادر الطاقة النظيفة في المنطقة، وتعزز جهود الإمارات لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل البصمة الكربونية.
البداية والتحديات:
تم البدء في الأعمال الإنشائية للمحطة في يوليو 2012 بعد فترة طويلة من التحضيرات والتصاريح. في يوليو 2010، تم منح رخصتين؛ الأولى لتحضير الموقع والثانية للإنشاءات المحدودة. وقد شملت هذه الأعمال بناء البنية التحتية الأساسية، مثل الطرق والمباني الإدارية، وتصنيع وتجميع بعض المكونات الأساسية للمفاعلات.
دور المحطة في مستقبل الطاقة بالإمارات:
محطة براكة تأتي كجزء من استراتيجية الإمارات لتحقيق أمن الطاقة من خلال تنويع مصادرها. إلى جانب المساهمة في توفير طاقة نظيفة ومستدامة، تساهم المحطة بشكل كبير في تحقيق أهداف الإمارات البيئية من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
الخلاصة:
اكتمال التشغيل التجاري لمحطة براكة يعد إنجازًا نوعيًا لدولة الإمارات في مجال الطاقة النووية السلمية، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في المنطقة. بالإضافة إلى تلبية ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، تسهم المحطة في تعزيز جهود الاستدامة والحد من التلوث البيئي، وتؤكد دور الإمارات الريادي في تبني تقنيات الطاقة النظيفة.