أكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، على الأهمية الاستثنائية لدير سانت كاترين كموقع ديني وروحي، موضحًا أن هذا الدير يعتبر من أبرز المعالم التاريخية والدينية على مستوى العالم. جاء ذلك خلال حواره في برنامج “ساعة من سيناء” الذي يُذاع على قناة أزهري، حيث استعرض شاكر تفاصيل مشروع “التجلي الأعظم” وأهمية إحياء مسار العائلة المقدسة، باعتبارهما جزءًا من الجهود المبذولة لجعل دير سانت كاترين وجهة جذب عالمي.
وأشار شاكر إلى أن دير سانت كاترين ليس فقط رمزًا تاريخيًا ودينيًا، بل هو موقع يحمل قيمة روحية عميقة. يحتوي الدير على شجرة “العليق” المقدسة، التي لم تتم زراعتها في أي مكان آخر خارج الدير، ما يجعلها واحدة من أسرار الدير المحيرة والفريدة. يُذكر أن شجرة العليق ترتبط بقصة النبي موسى، وهي من رموز المكان التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الهوية المصرية وحلم السادات بتطوير سانت كاترين
وأشار شاكر إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يعتبر سانت كاترين مكانًا خاصًا، حيث اعتاد قضاء أوقات طويلة هناك واتخاذ قرارات هامة. وأضاف أن تطوير الدير كان جزءًا من أحلام السادات، ما يعكس اهتمامه بإحياء هذه المعالم التراثية التي تحمل دلالات روحية ووطنية عميقة.
وأوضح شاكر أن مشروع التطوير يتضمن 22 مشروعًا مختلفًا تهدف لتحويل سانت كاترين إلى وجهة سياحية عالمية متميزة، ومن بين هذه المشروعات إقامة مسجد وكنيسة متجاورين، ما يعكس روح التسامح الديني. ويضم الدير أيضًا مسجدًا بُني في العصر الفاطمي، ومكتبة تحتوي على 6,000 كتاب نادر و200 وثيقة لا تُقدر بثمن، ما يجعلها ثاني أكبر مكتبة دينية في العالم بعد مكتبة الفاتيكان.
أقدم معالم الدير بين المطاحن والمعاصر
استعرض شاكر بعض المعالم الفريدة داخل الدير، بما في ذلك مطحنة قديمة ومعصرة زيوت تعتبر من أقدم المعاصر، بالإضافة إلى جرس يعود للأرثوذكس الروم. كما يضم الدير فسيفساء تاريخية تعود للقرن الـ16، والتي تعد واحدة من أقدم وأجمل الفسيفساء الباقية، ما يضيف لمكانة الدير قيمة تاريخية وجمالية خاصة.
التحديات المعاصرة ودور الهوية المصرية
أكد شاكر على أهمية الهوية المصرية ودورها في مواجهة التحديات الحديثة، مشيرًا إلى أن مصر تواجه ما يُعرف بحروب الجيل الخامس والسابع والثامن، التي تهدد العقيدة والهوية المصرية عبر استهداف الدين والثوابت. وأوضح أن العودة لتدريس مثل هذه المفاهيم وتوعية الأجيال الجديدة بتلك المخاطر يعد ضرورة للحفاظ على التراث الثقافي والديني المصري.
وختم شاكر بتأكيده على أهمية تعزيز الوعي بأهمية دير سانت كاترين كرمز حضاري وروحي، من شأنه أن يرسخ مكانة مصر كوجهة دينية وتاريخية فريدة تجذب الزوار على مدار العام، مما يعزز من صناعة السياحة ويعكس ثراء وتنوع التراث المصري الأصيل.