أثار تصريح المخرجة إيناس الدغيدي بشأن تجربتها الشخصية مع المساكنة قبل الزواج موجة من الجدل، حيث عبر الأزهر الشريف عن رفضه القاطع لهذه الفكرة، مؤكدًا أنها لا تتوافق مع القيم الدينية والإنسانية. في هذا السياق، أوضح مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني أن المساكنة تمثل انتهاكًا للشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية السليمة.
وقد شدد المركز على أن الدعوات التي تروج لمثل هذه الممارسات هي محاولات لتزييف الحقائق وتشويه الهوية المجتمعية، معتبرًا أن المساكنة لا تعدو كونها أحد أشكال العلاقات غير المشروعة، والتي تدخل ضمن مفهوم الزنا المحرم في جميع الأديان السماوية. وقد وصف الأزهر هذه الدعوات بأنها سلوكيات مشبوهة يجب رفضها وعدم الترويج لها بأي حال من الأحوال.
وفي فتوى سابقة نشرها الأزهر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أشار إلى أن الإسلام أحاط العلاقة بين الرجل والمرأة بمنظومة تشريعية راقية تحافظ على حقوق الطرفين، وأي خروج عن إطار الزواج الشرعي يعد انتهاكًا لهذه القيم والمبادئ. كما أوضح أن تسمية العلاقات غير المشروعة بمصطلحات مثل “المساكنة” هو محاولة لتجميل أمر محرم، لا يقبله الشرع ولا المجتمع.
الأزهر أكد أيضًا أن طرح مثل هذه الأفكار بشكل علني على الجمهور يعد “عبثًا خطيرًا” يستهدف تفكيك القيم المجتمعية وضرب هوية المجتمع الأخلاقية، محذرًا من أن هذه الدعوات تهدف إلى تحطيم حصون الفضيلة، والترويج لما يتنافى مع القيم الأخلاقية والدينية.
وفي إشارة إلى مسؤولية الإعلام والمثقفين، دعا الأزهر إلى توخي الحذر في مناقشة مثل هذه القضايا، مشددًا على أهمية حماية المجتمع من الأفكار الهدامة التي تحاول النيل من ثوابته الدينية والاجتماعية. كما حث الآباء والأمهات والمؤسسات التربوية على دورهم الهام في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية لدى النشء، لمواجهة هذه الدعوات المنحرفة.