مع تصاعد وتيرة العنف في سوريا، شهدت مناطق الشمال الغربي تصعيدًا عسكريًا حادًا، حيث أحرزت الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، تقدمًا واسعًا في مناطق ريف حماة. وفي المقابل، ردت القوات الحكومية السورية وحليفتها الروسية بهجمات جوية وبرية عنيفة، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى في معارك باتت تُنذر بتغير جذري في المشهد الميداني.
الفصائل تقتحم خطوط الدفاع الحكومية
على مدى أيام، شنت الفصائل المسلحة هجمات مباغتة على مواقع الجيش السوري في ريف حماة الشمالي والشرقي. وأعلنت تلك الفصائل السيطرة على سبع بلدات، بينها كرناز وصوران، في عمليات وُصفت بأنها الأعنف منذ أشهر. واستعانت الفصائل بأسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لاستهداف تجمعات القوات الحكومية، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش السوري، بحسب تقارير غير مؤكدة.
المعارك تمتد إلى إدلب وحلب
امتدت رقعة الاشتباكات إلى مناطق في إدلب وحلب، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن الفصائل سيطرت على مدينة حلب والمطار الدولي بعد انسحاب القوات الحكومية بشكل مفاجئ. هذا التقدم أثار تساؤلات حول قدرة الجيش السوري على مواجهة الهجمات المتصاعدة، خصوصًا في ظل تقارير عن ضعف الإمدادات العسكرية وتراجع الروح المعنوية لدى الجنود.
ردود دمشق: غارات جوية بلا هوادة
لم تقف دمشق مكتوفة الأيدي أمام هذا التصعيد. فقد شنت قواتها بالتعاون مع الطيران الروسي غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع الفصائل في مورك وسنجار وأطراف إدلب. وذكرت وزارة الدفاع السورية أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل “عشرات الإرهابيين”، في محاولة لتأكيد قدرتها على استعادة زمام الأمور.
مأساة إنسانية تتفاقم
وسط هذه المعارك الطاحنة، يواجه المدنيون في تلك المناطق أوضاعًا كارثية. فقد نزح الآلاف من سكان القرى والبلدات المستهدفة، حاملين معهم ذكريات موجعة عن منازلهم المدمرة وأحبائهم الذين قضوا تحت القصف. وأكدت منظمات حقوقية أن الوضع الإنساني في مناطق النزاع بلغ مستويات مروعة، مع نقص حاد في الغذاء والماء والمساعدات الطبية.
تحضير لهجوم مضاد
أعلنت القيادة العسكرية السورية أنها بصدد شن هجوم مضاد لاستعادة المناطق التي خسرتها. وتم حشد تعزيزات عسكرية كبيرة على أطراف حماة وإدلب، مع وعود حكومية بـ”اجتثاث الإرهاب” واستعادة الاستقرار.
ردود فعل إقليمية ودولية
- إيران وروسيا: أبدتا قلقهما من التصعيد الأخير، مؤكدتين دعمهما الكامل لدمشق، فيما أرسلت موسكو تعزيزات إضافية لقواعدها العسكرية في سوريا.
- العراق: أعلن جاهزيته لتأمين حدوده مع سوريا لدرء أي تهديدات قد تمتد إلى أراضيه.
نظرة مستقبلية مظلمة
مع استمرار المعارك وغياب أي أفق للحل السياسي، يبدو أن النزاع السوري دخل مرحلة جديدة من التعقيد. فالسيطرة المتبادلة بين الأطراف المتحاربة لا تعني سوى المزيد من الدماء والدمار، في وقت تُرك فيه الشعب السوري ليواجه مصيره بين ركام الحرب وصراعات القوى الكبرى.