ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات الدامية بين الجيش السوري والفصائل المسلحة المتحالفة مع تركيا في ريفي حلب وإدلب إلى 200 قتيل، وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويأتي هذا التصعيد في ظل معارك تعتبر الأعنف في المنطقة منذ سنوات، حيث تدور المواجهات على جبهات عدة شهدت هدوءًا نسبيًا خلال الشهور الماضية.
تقدم الفصائل المسلحة في مناطق استراتيجية
تمكنت الفصائل المسلحة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام، من تحقيق تقدم كبير في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، وسيطرت على 21 قرية ذات أهمية استراتيجية قرب طريق حلب-دمشق الدولي. هذه السيطرة تهدف إلى قطع الطريق الحيوي الذي يعد شريانًا لوجستيًا رئيسيًا يربط شمال سوريا بجنوبها.
حصيلة القتلى وأبرز التطورات
وفقًا للمرصد السوري، أسفرت الاشتباكات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن مقتل:
- 65 من هيئة تحرير الشام.
- 18 من فصائل الجيش الوطني.
- 49 جنديًا من الجيش السوري.
كما أفاد المرصد أن الهجمات شملت استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، ما زاد من حدة المواجهات وارتفاع الخسائر البشرية.
رد الجيش السوري وتصريحات الدفاع
أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الفصائل المسلحة شنت هجومًا واسع النطاق صباح يوم الأربعاء 27 نوفمبر، استهدفت فيه قرى وبلدات آمنة، بالإضافة إلى النقاط العسكرية. وأكدت الوزارة أن القوات السورية تتصدى لهذا الهجوم، الذي لا يزال مستمرًا.
وتتواجد الفصائل المسلحة في مناطق واسعة من إدلب ومحيطها، إضافة إلى مناطق في حلب واللاذقية وحماة، وهي المناطق التي تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين موسكو وأنقرة منذ مارس 2020.
هدوء هش وتحذيرات من تصعيد قادم
رغم وقف إطلاق النار المعلن منذ أكثر من ثلاث سنوات، تشهد المنطقة بين الحين والآخر تبادلًا للقصف وغارات متفرقة تشنها دمشق وموسكو على مواقع المعارضة. ومع ذلك، فإن الاتفاق بين روسيا وتركيا لا يزال صامدًا نسبيًا، حتى مع تصاعد التوترات الأخيرة.
النزاع السوري.. أزمة مستمرة منذ 2011
تعيش سوريا منذ عام 2011 نزاعًا داميًا تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها. ورغم المحاولات الدولية لوقف النزاع، لا تزال الأوضاع تتجه نحو مزيد من التعقيد مع استمرار التدخلات الإقليمية والدولية في المشهد السوري.
خلاصة
التصعيد الأخير في حلب وإدلب يعكس هشاشة وقف إطلاق النار واستمرار النزاع الدامي، حيث تظل المنطقة مسرحًا لصراع القوى المحلية والإقليمية. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات إضافية قد تعيد رسم خريطة السيطرة الميدانية في شمال غرب سوريا.