أكدت الدكتورة دينا جمال، استشاري الصحة النفسية والأسرية، أن الطلاق الناجح قد يكون أحيانًا الخيار الأفضل مقارنة بالاستمرار في زواج فاشل، مشيرة إلى أن الخلافات الزوجية تؤثر بشكل مباشر على الأطفال وتزيد من احتمالية تعرضهم لمشكلات نفسية وسلوكية، ما ينعكس على قدرتهم على التكيف الاجتماعي.
إحصائيات صادمة عن الطلاق في مصر
في تصريحاتها خلال حوار مع برنامج “أهل مصر” المذاع على قناة أزهري، أوضحت دينا جمال أن الطلاق أصبح ظاهرة اجتماعية بارزة في مصر، مع تداعيات عميقة على المجتمع. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الأطفال المتضررين من الطلاق في مصر يصل إلى 9 ملايين طفل، مما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الأسر المصرية.
وأضافت أن دراسة حديثة كشفت أن 66% من أبناء المطلقين يعانون من حالات نفسية سيئة، مما يؤثر بشكل سلبي على نموهم العاطفي والاجتماعي ويزيد من احتمالية تعرضهم للصعوبات في المستقبل.
المشكلات المادية في مقدمة أسباب الطلاق
أوضحت دينا جمال أن 26.8% من الخلافات الزوجية في مصر تعود إلى المشكلات المادية، مما يجعلها أحد أبرز أسباب النزاعات بين الأزواج. وبيّنت أن الضغوط المالية قد تؤدي إلى انهيار التواصل بين الشريكين وتفاقم الأزمات الزوجية.
وأضافت أن ارتفاع معدلات الطلاق يتسبب في تفكك الأسرة، مما ينعكس سلبًا على تماسك المجتمع واستقراره، ويزيد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد.
توصيات للتعامل مع المشكلات الزوجية
دعت دينا جمال إلى أهمية تعزيز الوعي لدى الأزواج بأهمية التواصل الفعّال وحل النزاعات بطريقة بنّاءة قبل الوصول إلى مرحلة الطلاق. وأكدت على ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتضررين لضمان سلامتهم النفسية، وتقليل الآثار السلبية الناتجة عن انفصال الوالدين.
كما أشارت إلى أهمية تفعيل دور الإرشاد الأسري في مواجهة المشكلات الزوجية وتعزيز قيم الاستقرار الأسري للحفاظ على بنية المجتمع.
نظرة مستقبلية
مع تزايد معدلات الطلاق في مصر، يصبح من الضروري تعزيز التعاون بين المؤسسات الاجتماعية والتعليمية لتقديم الدعم اللازم للأسر التي تواجه أزمات، والتركيز على تقديم الحلول الوقائية التي تسهم في تقليل معدلات الطلاق وتعزيز تماسك المجتمع.