كشفت دراسة علمية حديثة عن إمكانية التنبؤ بخطر إصابة النساء بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل 30 عامًا، من خلال اختبار دم بسيط. الدراسة، التي نُشرت في مجلة “نيو إنغلاند” الطبية، وأُعلنت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، أوضحت أن قياس نوعين من الدهون في الدم، إلى جانب بروتين يُعرف بالبروتين المتفاعل-سي العالي الحساسية (CRP)، قد يقدم توقعات دقيقة حول احتمالية الإصابة بأمراض القلب لاحقًا.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة على حوالي 30 ألف امرأة بمتوسط أعمار 55 عامًا، تمت مراقبتهن على مدار 30 عامًا، بعد خضوعهن لتحليل دم خلال الفترة من 1992 إلى 1995. وقد رصد التحليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، والبروتين الدهني (A)، إضافة إلى البروتين المتفاعل-سي (CRP)، الذي يرتفع في الدم عند حدوث التهابات في الجسم.
نتائج مفاجئة
أظهرت النتائج أن النساء اللاتي لديهن أعلى مستويات من الكوليسترول الضار زادت لديهن احتمالية الإصابة بأمراض القلب بنسبة 36%. بينما ارتفعت النسبة إلى 33% لدى النساء اللاتي كان لديهن مستويات مرتفعة من البروتين الدهني (A). لكن المؤشر الأقوى كان للبروتين المتفاعل-سي، حيث ارتفعت احتمالية الإصابة إلى 70% عند النساء اللاتي كانت مستويات هذا البروتين مرتفعة.
وأفاد الدكتور بول ريدكر، مدير مركز الوقاية من أمراض القلب بمستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، بأن “الالتهاب في الجسم كان أقوى مؤشر للمخاطر”، لافتًا إلى أن معرفة تلك المخاطر الممتدة لسنوات طويلة يمنح الأطباء فرصة لتخصيص العلاجات وفقًا لحالة المريض.
الوقاية والعلاج المبكر
تشير النتائج إلى أهمية قياس البروتين المتفاعل-سي والبروتين الدهني (A) بجانب الكوليسترول، وهو ما قد يُساعد في الكشف المبكر عن أمراض القلب والتخطيط للعلاج الوقائي. ويعبر الباحثون عن أملهم في أن تسهم هذه الدراسة في تطوير استراتيجيات أفضل للوقاية من أمراض القلب لدى النساء.