شهدت الساعات الماضية إعلانًا رسميًا عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بعد وساطة مكثفة قادتها الولايات المتحدة وفرنسا، بهدف وضع حد للتوترات المتصاعدة في المنطقة. ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق غدًا الأربعاء، الساعة الرابعة فجرًا بتوقيت بيروت (02:00 بتوقيت غرينتش)، وفقًا لما أعلنه مسؤولون أمريكيون وفرنسيون.
بداية الاتفاق: التزامات متبادلة
يُلزم الاتفاق جميع الأطراف بعدم القيام بأي أعمال عدائية. فحزب الله والجماعات المسلحة اللبنانية تعهدت بوقف الهجمات ضد إسرائيل، وفي المقابل، ستتوقف إسرائيل عن أي عمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية سواء برًا أو بحرًا أو جوًا.
الاعتراف بقرار مجلس الأمن 1701
الاتفاق يعزز أهمية الالتزام بقرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية وضمان استقرار الأوضاع على الحدود بين البلدين.
السيطرة على السلاح وتفكيك المنشآت
تنحصر حيازة واستخدام الأسلحة في جنوب لبنان على الجيش اللبناني وقوات الأمن الرسمية، فيما ستشرف الحكومة اللبنانية على جميع أنشطة بيع وتوريد وتصنيع الأسلحة داخل البلاد. كما سيشمل الاتفاق تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المتعلقة بإنتاج الأسلحة ومصادرة أي معدات مخالفة.
آلية مراقبة وتنفيذ الاتفاق
تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين للإشراف على تنفيذ البنود ورصد أي انتهاكات محتملة، على أن ترفع التقارير بشكل دوري إلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
خطوات الانتشار العسكري والانسحاب الإسرائيلي
وفقًا للاتفاق، ستنشر لبنان قوات الجيش وقوات الأمن على الحدود الجنوبية لتعزيز الأمن ومنع أي تجاوزات، في حين ستنسحب إسرائيل تدريجيًا من المناطق الواقعة جنوب الخط الأزرق خلال فترة لا تتجاوز 60 يومًا.
مفاوضات الحدود ودور الولايات المتحدة
تعمل الولايات المتحدة كوسيط لتسهيل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان لتحديد الحدود البرية، في خطوة تهدف إلى وضع حلول دائمة للنزاعات الحدودية.
رسائل ضمان أمريكية لتعزيز الاستقرار
تشمل الضمانات الأمريكية تقديم دعم استخباراتي لإسرائيل لمراقبة أي تحركات مشبوهة، وخاصة تلك المتعلقة بأنشطة حزب الله. كما تعهدت واشنطن بكبح النفوذ الإيراني في لبنان ومنع تهريب الأسلحة عبر الحدود، مع التأكيد على حق إسرائيل في الرد على أي تهديدات محتملة وفق القانون الدولي.
طلعات جوية محدودة
ستقتصر العمليات الجوية الإسرائيلية على جمع المعلومات الاستخباراتية، مع مراعاة عدم إحداث أي ضوضاء أو اختراقات مرئية تؤثر على الحياة اليومية في لبنان.
نحو مرحلة جديدة من الاستقرار
يُعتبر هذا الاتفاق خطوة نحو تهدئة التوترات التي بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة، مع تعهدات دولية بمراقبة تنفيذ البنود لضمان الالتزام وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.