تمت بنجاح إنجاز التعديلات النهائية على اتفاق غزة، في خطوة هامة نحو الوصول إلى حل شامل للصراع في المنطقة. وقالت مصادر مطلعة لـ”العربية/الحدث” إنه تم توقيع الاتفاق من قبل جميع الأطراف المعنية، مما يمهد الطريق لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الساعات القادمة.
وقد أكدت المصادر أن الوفد الإسرائيلي غادر العاصمة القطرية الدوحة بعد تجاوز الخلافات التي كانت تهدد الاتفاق بالانهيار، وذلك بفضل تدخل الوساطات التي عملت على تسوية النقاط العالقة. وأضافت المصادر أن المفاوضات أسفرت عن الاتفاق على ترحيل مطالب حركة حماس المتعلقة بأسماء الأسرى الكبار إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفيما يتعلق بالغارات الإسرائيلية، أكدت المعلومات أنه سيتم تقليصها بشكل تدريجي بدءًا من مساء الجمعة، وهو ما يمثل خطوة كبيرة نحو تنفيذ بنود الاتفاق. في هذا السياق، كشف الإعلام الإسرائيلي عن توجه وفد إسرائيلي إلى القاهرة يوم الجمعة المقبل لتنسيق خطوات تنفيذ الاتفاق في الأيام المقبلة.
وفيما يتعلق بأوضاع الأسرى، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن عودة أول دفعة من المحتجزين ستكون يوم الأحد المقبل، وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة الرهائن في أسرع وقت ممكن، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفيما يخص التفاصيل الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن هناك قائمة تم وضعها تشمل الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد، الذين سيشملهم إطلاق السراح في إطار الاتفاق.
وعلى الصعيد الميداني، أفادت مراسلة “العربية/الحدث” بتوغل آليات إسرائيلية في وسط رفح، بينما استهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة المواصي في خان يونس، كما تم قصف حي الصبرة جنوب شرق غزة ومنطقة الصفطاوي وجباليا شمال القطاع.
اتفاق من ثلاث مراحل:
اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، يتضمن ثلاث مراحل رئيسية. وتبدأ المرحلة الأولى بإنسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة على مدى 6 أسابيع، مع إطلاق سراح 33 إسرائيليًا يشملون النساء والأطفال والرجال فوق سن الخمسين، بالإضافة إلى اثنين من الأميركيين، وهما كيث سيجل وساجوي ديكل تشين.
في المرحلة الثانية من الاتفاق، المقرر بدء مفاوضاتها في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، يتوقع أن يشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة مقابل إطلاق أكثر من ألف أسير فلسطيني.
أما المرحلة الثالثة، فتتضمن إعادة جميع الجثث المتبقية، بالإضافة إلى بدء عملية إعادة إعمار غزة تحت إشراف كل من مصر وقطر والأمم المتحدة، مما يُعد خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار في المنطقة.