في خطوة تصعيدية خطيرة، أطلقت إيران مساء الثلاثاء عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى إعلان حالة التأهب القصوى في الجيش الإسرائيلي. على الرغم من عدم تسجيل خسائر كبيرة، إلا أن هذا الهجوم يأتي في سياق تصعيد متواصل بين الطرفين ويشابه الهجمات التي وقعت في أبريل الماضي.
تفاصيل الهجوم
سمعت أصوات انفجارات متتابعة في أنحاء مختلفة من إسرائيل، مع تحليق الصواريخ في الأجواء الإسرائيلية. وجاء الهجوم بعد تحذيرات من مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن توقع هجوم إيراني وشيك، في ظل تصاعد التوترات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وفقاً لبيان الجيش الإسرائيلي، أطلقت إيران نحو 181 صاروخاً، بينما ذكرت صحيفة “طهران تايمز” أن العدد يصل إلى 400 صاروخ باليستي، وقد انطلقت من عدة مواقع داخل إيران، منها أصفهان وتبريز وخرم آباد.
رد فعل إسرائيل
في مواجهة هذا الهجوم، دوت صفارات الإنذار في العديد من المدن الإسرائيلية، بما في ذلك القدس ووادي نهر الأردن، حيث لجأ السكان إلى الملاجئ. وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، أكدت الوزارة أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض “عدد كبير” من الصواريخ، مشيرة إلى أن النظام الدفاعي كان فعّالًا ولم يتسبب الهجوم في إلحاق ضرر كبير بالعمليات العسكرية أو الجوية.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة شاركت في التصدي للهجوم الإيراني، سواء من خلال اكتشاف التهديد أو اعتراض بعض الصواريخ. كما أكدت مصادر أمريكية أن القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة ساعدت في التصدي للهجوم.
الرد الإيراني وتصعيد الموقف
من جانبها، أكدت إيران أن الهجوم جاء ردًا على مقتل قياديين بارزين في حركة حماس وحزب الله، بالإضافة إلى الجنرال الإيراني عباس نيلفروشان. وأصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا قال فيه إن الهجوم تم بعد “فترة من ضبط النفس”، محذرًا من أن أي رد إسرائيلي سيواجه بهجوم أشد.
وتشير التقارير إلى أن الهجوم الإيراني استهدف مواقع عسكرية وأمنية داخل إسرائيل، بينما حذرت إيران من عواقب مدمرة لأي رد عسكري على هذا التصعيد. وأشاد بيان صادر عن حركة حماس بالهجوم الإيراني، واصفًا إياه بـ”الرسالة القوية”.
استجابة إسرائيل وردها المحتمل
في إسرائيل، أعلن المتحدث باسم الجيش، دانيال هاغاري، أن الهجوم الإيراني “خطير” وسيكون له تداعيات. وأكد أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى، وأن إسرائيل سترد في الوقت والمكان المناسبين. على الرغم من أن الهجوم لم يسفر عن وفيات، إلا أن هناك بعض الإصابات في وسط وجنوب إسرائيل.
وأشار هاغاري إلى أن الجيش الإسرائيلي يملك خططًا جاهزة للرد على هذا الهجوم، مؤكدًا أن حماية المدنيين ستكون في صدارة أولوياته. كما أعلن الجيش عن فتح الملاجئ أمام المدنيين بعد الهجوم.
تحركات دولية ورد فعل الولايات المتحدة
أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك ساليفان، في مؤتمر صحفي أن الهجوم الإيراني على إسرائيل كان “غير فعال” وتم “صدّه”، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم الدعم الكامل لإسرائيل. وأكد أن واشنطن ستتشاور مع إسرائيل بشأن الخطوات المقبلة.
تداعيات على الملاحة الجوية
في أعقاب الهجوم، علقت السلطات الإيرانية الرحلات الجوية في مطار طهران الدولي كإجراء احترازي، وقررت تحويل مسارات الرحلات المدنية إلى طرق بديلة. على الجانب الآخر، أعلنت إسرائيل إعادة فتح مجالها الجوي بعد إغلاقه لفترة قصيرة خلال الهجوم.
عمليات أخرى في تل أبيب
بالتزامن مع الهجوم الإيراني، وقعت عملية إطلاق نار في مدينة يافا الإسرائيلية، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 6 آخرين بجروح خطيرة. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن منفذيّ العملية قُتلا على يد عناصر من شرطة تل أبيب.