في خطوة مفاجئة أثارت اهتمامًا عالميًا، أعلنت الحكومة الإيرانية مساء الثلاثاء عن دراسة خطة لنقل العاصمة من طهران إلى منطقة مكران الواقعة على الساحل الجنوبي للبلاد. وتهدف الخطة إلى التصدي لمشكلات الاكتظاظ السكاني ونقص المياه وأزمة الكهرباء التي تعاني منها طهران، وفقًا لتصريحات المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني.
مشروع قيد الدراسة
أوضحت مهاجراني أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، حيث تم تكليف فريقين متخصصين لدراسة الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للخطة. وأضافت أن الحكومة تسعى لتطوير اقتصاد يعتمد على الموارد البحرية في منطقة مكران، مشيرة إلى الحاجة لدعم الخبراء والأكاديميين والمهندسين وعلماء الاجتماع للمساهمة في تصميم المشروع.
دوافع النقل والهدف من المشروع
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أعاد فتح النقاش حول نقل العاصمة بسبب عدم التوازن الاقتصادي والجغرافي في طهران، مشيرًا إلى أن استيراد المواد الخام من الجنوب لمعالجتها في العاصمة ثم إعادتها للتصدير يُضعف التنافسية الاقتصادية للبلاد. وأكد أن المشروع يهدف إلى تحقيق توزيع أفضل للموارد وخلق فرص تنموية جديدة في الجنوب.
انتقادات ومعارضة للمشروع
على الرغم من الطموحات الكبيرة، تعرض المشروع لموجة من الانتقادات، خاصة من المعسكر المحافظ. وكتب الصحافي المحافظ علي جولهاكي عبر منصة “X” أن المشروع “غير واقعي وخطير” نظرًا للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وسخر من الخطة متسائلًا: “إذا كان بناء ملعب آزادي استغرق 18 شهرًا وبلغت تكلفته 24 مليون دولار، فكم من الوقت والمال سيتطلب نقل العاصمة؟”
تاريخ طويل من المقترحات المؤجلة
فكرة نقل العاصمة الإيرانية ليست جديدة، إذ طُرحت لأول مرة بعد الثورة الإيرانية عام 1979، لكنها قوبلت بعقبات اقتصادية وسياسية أدت إلى تأجيل تنفيذها. كما عادت الفكرة للظهور خلال فترة حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي أثار مخاوف من الزلازل المحتملة في طهران، بالإضافة إلى تركيز الرئيس حسن روحاني لاحقًا على قضايا البيئة والاكتظاظ السكاني.
التحديات أمام التنفيذ
على الرغم من الدوافع الجغرافية والاقتصادية، يواجه المشروع عقبات كبيرة، منها:
- التكلفة المالية الضخمة اللازمة للبنية التحتية والتنقل الحكومي.
- المدة الزمنية الطويلة التي قد تمتد لعقود لإتمام التنفيذ.
- الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها إيران، ما يجعل تنفيذ مثل هذه المشروعات الطموحة صعبًا.
- التحديات الاجتماعية واللوجستية المرتبطة بإعادة توطين ملايين الأشخاص.
آفاق المشروع في المستقبل
في ظل تصاعد الجدل حول المشروع، يبقى مصيره مرهونًا بدراسات الجدوى التي يتم إعدادها حاليًا. ومع أن الحكومة تؤكد أن الخطة ليست ذات أولوية ملحّة، إلا أنها ترى في نقل العاصمة فرصة استراتيجية لإعادة توزيع السكان والموارد بما يخدم التنمية الوطنية.