في ظل الأوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية، أفادت التقارير الواردة من القناة 12 الإسرائيلية بأن هناك ترتيبات جارية لإنهاء النزاع العسكري في جبهة لبنان خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 14 يومًا. يأتي هذا التحرك رغم تأكيدات الحكومة الإسرائيلية على مواصلة ضرباتها ضد حزب الله في الجنوب اللبناني، حيث تسعى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق يُنهي الصراع.
خلال جولة له على الحدود، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن بلاده ملتزمة باستعادة الأمن في الشمال، سواء من خلال اتفاق أو بدونه. كما أشار إلى أهمية دفع حزب الله بعيدًا عن نهر الليطاني كشرط أساسي لعودة السكان إلى مناطقهم، مؤكدًا على ضرورة قطع ما وصفه بـ “أنابيب الأكسجين” التي تصل حزب الله بإيران عبر سوريا.
توسيع العمليات العسكرية
تتزامن هذه التطورات مع غارات جوية مكثفة تشنها إسرائيل على مناطق متعددة في جنوب لبنان، حيث تبرز صور الأقمار الصناعية الحديثة مشهد الدمار في بلدات مثل رامية وعيتا الشعب وبليدا وحيبيب، بالإضافة إلى 7 قرى أخرى قرب الحدود. وقد أظهرت هذه الصور، إلى جانب معلومات من خبراء في رسم الخرائط، أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى تحقيق سيناريو مماثل لما حدث في قطاع غزة، من خلال توسيع نطاق الدمار وخلق مناطق عازلة خالية من السكان.
الأوضاع الإنسانية
منذ أن بدأت إسرائيل ما وصفتها بعملية برية محدودة في الجنوب، قامت قواتها بتفجير عشرات المنازل اللبنانية القريبة من الحدود، في محاولة للتوغل في بعض القرى. وقد أدت هذه الأعمال إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص من منازلهم، معظمهم من المناطق الجنوبية. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يعبّر العديد من اللبنانيين عن مخاوفهم من احتمال احتلال إسرائيل لجزء من الجنوب، بعد 25 عامًا من تحريره، مما يهدد قدرتهم على العودة إلى ديارهم وأراضيهم الزراعية.
وعندما تم الاستفسار عن نية الجيش الإسرائيلي في إنشاء منطقة عازلة، جاء الرد بأنه يُنفذ غارات موضعية تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، تستهدف فقط مواقع حزب الله. ورغم ذلك، يبدو أن إسرائيل تتجه نحو إبعاد حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مما قد يتيح لسكان الشمال العودة إلى منازلهم في مناطق كانت قد شهدت توترات عسكرية.