في تطور جديد للأحداث على الحدود السورية الإسرائيلية، نفت إسرائيل مجددًا الأخبار التي تحدثت عن تقدم قواتها نحو دمشق. وأكدت أن تحركاتها العسكرية في سوريا تقتصر فقط على إجراءات دفاعية لحماية الحدود، مقللة من أهمية التقارير التي تحدثت عن التوغل العسكري في مناطق سورية بعيدة عن الحدود.
وفي تصريح اليوم الثلاثاء، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن العمليات العسكرية التي تنفذها قواته داخل الأراضي السورية ليست سوى خطوات تهدف إلى تأمين الحدود، مشددًا على أن إسرائيل لا تسعى للقيام بأي تحرك عسكري أبعد من ذلك.
تأكيد على حماية الأسلحة الاستراتيجية
وفي سياق متصل، أشار الليفتنانت كولونيل نداف شوشاني إلى أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى منع وصول الأسلحة الاستراتيجية إلى “أيدٍ معادية”، وذلك في إشارة إلى محاولة تعزيز الحماية الأمنية للحدود ومنع التصعيد. وقد نفى شوشاني أي وجود عسكري إسرائيلي قرب دمشق، مؤكدًا أن القوات لم تتجاوز المناطق التي تحددها اتفاقيات وقف إطلاق النار.
دخول المنطقة العازلة بين سوريا والجولان
رغم النفي الرسمي، أقر الجيش الإسرائيلي بوجود قواته داخل المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، وهي المنطقة التي تمتد على طول الحدود بين البلدين، حيث أفاد المتحدث العسكري بأن القوات الإسرائيلية دخلت إلى بعض النقاط في محيط هذه المنطقة، إلا أنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء المنصوص عليها في اتفاقيات فض الاشتباك الموقعة عام 1974 بين الطرفين.
وبينما لم تؤكد إسرائيل دخول مدينة قطنا السورية، التي تبعد عن الحدود السورية الإسرائيلية بحوالي 10 كيلومترات، فقد أفادت مصادر أمنية أخرى بأن قواتها قد توغلت في هذه المنطقة الجنوبية من ريف دمشق، متحدثة عن توغل بمقدار 25 كيلومترًا نحو جنوب غرب دمشق.
المنطقة العازلة وحساسيات التوتر
من ناحية أخرى، أبدت مصادر أمنية عربية في وقت لاحق شكوكها بشأن صحة المعلومات التي تحدثت عن دخول قوات إسرائيلية إلى مدينة قطنا، مؤكدة أن التوغل العسكري الإسرائيلي لا يتجاوز الخطوط العازلة. وتعد المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة نقطة ساخنة حيث تمتد من جبل الشيخ وصولاً إلى الحدود الأردنية، وهو ما يشكل نقطة خلاف رئيسية في النزاع بين البلدين.
وقد أشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إلى أن تحركات قواته لا تتجاوز الحدود المرسومة في اتفاق فض الاشتباك، مؤكدًا أن إسرائيل لم تقترب من مسافة 25 كيلومترًا من دمشق كما ورد في بعض التقارير الصحفية.
التحركات العسكرية وتأثيراتها على الأمن الإقليمي
وتظل التحركات الإسرائيلية في سوريا محط اهتمام دولي، لا سيما في ظل التوترات المستمرة في المنطقة. إذ تتخوف بعض الأطراف الإقليمية والدولية من أن تؤدي هذه التحركات إلى تصعيد عسكري قد يطال حدود البلدان المجاورة ويؤثر على الأمن الإقليمي بشكل أوسع.