على مدار سنوات طويلة في الولايات المتحدة، لم يكن للعرب فئة عرقية معترف بها تُمثلهم في الإحصاء السكاني، ما أثر على قدرتهم في التعبير عن هويتهم والتمتع بحقوقهم المختلفة. ومع اقتراب إحصاء 2030، تثار تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان سيتم وضع فئة عرقية خاصة بسكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) لتشمل العرب وغيرهم من الأقليات التي تنتمي لهذه المنطقة.
تاريخ غياب الفئة العرقية العربية
منذ أول إحصاء سكاني في الولايات المتحدة، كان هناك غياب تام لفئة عرقية تمثل العرب في البلاد. هذه الفجوة دفعت الكثير من العرب إلى تصنيف أنفسهم تحت فئات أخرى، مثل “بيضاء” أو “من أصل لاتيني”، مما أدى إلى نقص في التمثيل الرسمي لهم على مستوى الحكومة والمجتمع. هذا النقص في التمثيل جعل من الصعب جمع البيانات الدقيقة حولهم، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على تخصيص الموارد والخدمات لهذه الفئة.
تأثيرات غياب التمثيل العرقي
غياب فئة مخصصة للعرب في الإحصاء السكاني الأمريكي حمل ثمنًا كبيرًا. العرب الذين يعيشون في الولايات المتحدة يعانون من صعوبات في الحصول على خدمات اجتماعية وتعليمية وصحية تتناسب مع احتياجاتهم، بسبب عدم وجود بيانات دقيقة توضح أماكن تواجدهم واحتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك، صعوبة تقدير أعداد العرب تعيق تأثيرهم السياسي والاقتصادي، حيث يصعب على المجتمع العربي الأمريكي تنظيم نفسه والتأثير في القرارات الحكومية.
الأمل في إحصاء 2030
مع اقتراب إحصاء 2030، يبدو أن هناك فرصة لتغيير هذا الواقع. هناك مناقشات جارية حاليًا في الأوساط الحكومية حول إمكانية إدراج فئة عرقية جديدة تحت اسم “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (MENA)، والتي ستشمل العرب وغيرهم من الأقليات المنتمية لهذه المنطقة الجغرافية.
إدراج هذه الفئة في الإحصاء سيكون له تأثير كبير، حيث سيسمح بجمع بيانات أكثر دقة حول عدد وتوزيع العرب في الولايات المتحدة، مما سيسهم في تحسين الخدمات والموارد المخصصة لهم. كما أن هذه الخطوة قد تمنح المجتمع العربي الأمريكي فرصة أفضل للتنظيم والتأثير في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
التحديات والمخاوف
على الرغم من الأمل الكبير الذي يعقده الكثير من العرب على إحصاء 2030، إلا أن هناك تحديات ومخاوف. بعض الجهات تعتقد أن تصنيف العرب ضمن فئة عرقية جديدة قد يؤدي إلى تمييز إضافي ضدهم، خاصة في ظل التصاعد المستمر لموجات الكراهية والإسلاموفوبيا في المجتمع الأمريكي. كما أن هناك بعض القلق حول كيفية تعريف الفئة الجديدة، وما إذا كانت ستشمل كل من ينتمي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عادل.