انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في “ميدان الثقافة” بجدة التاريخية، في أجواء احتفالية ساحرة، حيث شهد الحدث توافد نجوم السينما العالميين والعرب للمشاركة في هذه المناسبة التي تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد. المهرجان، الذي يُعتبر واحدًا من أكبر المحافل السينمائية في العالم، يعود إلى جدة التاريخية، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ”اليونسكو”، ليؤكد التزامه بإحياء التراث الثقافي وتعزيز مكانة المدينة كوجهة ثقافية وفنية عالمية.
تكريم أبرز النجوم العالميين والعرب
شهد حفل الافتتاح تكريم عدد من أبرز نجوم السينما العربية والعالمية تقديرًا لمسيرتهم الفنية، حيث تم تكريم النجم الهندي عامر خان، صاحب الأفلام المؤثرة مثل “دانجال”، والنجم الأمريكي الحائزة على الأوسكار، إيميلي بلانت، بطلة فيلم “أوبنهايمر”. كما تم تكريم النجمة المصرية منى زكي، تقديرًا لإسهاماتها البارزة في السينما المصرية والعربية، حيث حصلت على العديد من الجوائز عن أعمالها مثل “رحلة 404″ و”أبشر: السرب”.
من بين النجوم الذين حضروا المهرجان أيضًا: فان ديزل، ويل سميث، سبايك لي، إلهام شاهين، ويسرا، ولبلبة. كما أعلن المهرجان عن تكريم خاص للممثلة الأميركية فيولا ديفيس، الحائزة على جائزة الأوسكار، وذلك في حفل توزيع الجوائز المقرر في 12 ديسمبر.
عرض الفيلم المصري “ضي”
شهد حفل الافتتاح عرض الفيلم المصري “ضي”، الذي يعرض قصة طفل نوبي ألبينو يواجه تحديات بسبب مظهره الفريد، ويصمم على تحقيق حلمه في أن يصبح مثل مثله الأعلى، الفنان محمد منير. الفيلم يسلط الضوء على قضايا التمييز والصمود، ويعكس قوة الموسيقى في التحول والتعبير عن الذات.
ميدان الثقافة: المعلم الثقافي الجديد
يُقام المهرجان هذا العام في “ميدان الثقافة”، وهو الموقع الدائم لفعالياته، الذي يعد معلمًا ثقافيًا بارزًا في جدة التاريخية. الميدان يمتد على ضفاف “بحيرة الأربعين” ويضم مركزًا للفنون المسرحية والسينما بمساحة 16 ألف متر مربع، بالإضافة إلى متحف “تيم لاب بلا حدود” الذي يجمع بين الفنون والتكنولوجيا. يأتي هذا المشروع في إطار جهود وزارة الثقافة السعودية لإحياء جدة التاريخية وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية عالمية في إطار “رؤية السعودية 2030”.
مهرجان البحر الأحمر السينمائي: رسالة ثقافية وفنية
يواصل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مهمته في إبراز التراث السينمائي العربي والعالمي، من خلال تكريم الشخصيات المؤثرة وعرض أفلام تحمل رسائل إنسانية ملهمة. يعزز المهرجان مكانة جدة التاريخية كمركز عالمي للفن السابع، ويجمع بين التراث الغني والمستقبل الواعد للسينما.