أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، الأحد، أن بلاده ستتخذ موقفًا صارمًا تجاه أي محاولة تهديد لسيادتها، موجهًا تحذيرات واضحة خلال كلمته في احتفالية بمناسبة “يوم السيادة” في العاصمة أديس أبابا. جاء هذا التصريح في وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي اضطرابات متزايدة، مع تعقيد الأوضاع بين إثيوبيا ودول الجوار، خاصة الصومال ومصر.
توترات مع الصومال بسبب اتفاقية بحرية
شهدت العلاقات بين إثيوبيا والصومال توترًا حادًا بعد توقيع أديس أبابا اتفاقية بحرية مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، وهو ما أثار غضب الحكومة الصومالية. الاتفاق يمنح إثيوبيا حق استخدام 20 كيلومترًا من السواحل الصومالية لمدة 50 عامًا لإنشاء ميناء تجاري وقاعدة بحرية، ما اعتبرته مقديشو تهديدًا لوحدة أراضيها.
وتأتي تصريحات أبيي أحمد في إطار تأكيده على أن إثيوبيا لن تسمح بأي تدخل خارجي أو مساس بسيادتها، مشيرًا إلى أن بلاده “لن تتهاون في الدفاع عن كرامتها الوطنية”. ورغم أن الاتفاقية تتضمن اعتراف إثيوبيا باستقلال أرض الصومال، لم يتم الإعلان عن ذلك رسميًا من جانب الحكومة الإثيوبية.
أزمة سد النهضة والخلاف مع مصر
من ناحية أخرى، يستمر التوتر بين إثيوبيا ومصر بسبب سد النهضة، الذي يثير قلق القاهرة باعتباره تهديدًا مباشرًا لحصتها من مياه نهر النيل. ويأتي الخلاف حول السد ليزيد من حدة التوترات الإقليمية بين البلدين. واتهمت إثيوبيا مؤخرًا بعض الجهات بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة، بعد تقارير تفيد بإرسال مصر معدات عسكرية إلى الصومال، ما دفع أديس أبابا للرد بتصعيد لهجتها.
فيما تسعى مصر لتعزيز تعاونها العسكري مع الصومال، حيث عرضت القاهرة إرسال قوات ضمن مهمة جديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي لتحل محل القوات الحالية التي تشارك فيها إثيوبيا بشكل كبير. هذا التطور أضاف بُعدًا جديدًا للصراع الإقليمي بين مصر وإثيوبيا.
محاولات الوساطة التركية
في محاولة لتهدئة الأوضاع، تتوسط تركيا بين إثيوبيا والصومال لحل النزاع المتعلق بالاتفاق البحري، لكن حتى الآن لم تُسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة. لا تزال المفاوضات بين الطرفين تراوح مكانها، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه.
أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1993 ولم تحظَ باعتراف دولي، تسعى من خلال هذا الاتفاق إلى تأكيد سيادتها، بينما تعتبر مقديشو أن هذا الاتفاق يشكل اعتداءً على وحدتها.
ختام
تظل الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي مشتعلة، في ظل التوترات المتزايدة بين إثيوبيا وجيرانها، وسط تعقيدات سياسية واقتصادية تؤثر على الاستقرار الإقليمي. يبقى موقف إثيوبيا حازمًا في مواجهة أي تهديد لسيادتها، فيما تتجه الأنظار إلى كيف ستتطور هذه الأزمات في الفترة المقبلة.