في خطوة تعكس التزام إمارة أبوظبي بالابتكار الرقمي، أعلنت حكومة أبوظبي عن إطلاق “استراتيجية حكومة أبوظبي الرقمية 2025-2027″، وهي خطة طموحة تهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتبني أحدث التقنيات في جميع قطاعاتها. الخبير الاقتصادي خالد الطيب، محلل الأسواق المالية، أشاد بهذه الاستراتيجية خلال ظهوره في برنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري، مشيرًا إلى أنها تمثل نقلة نوعية ستدعم الاقتصاد المحلي وتعزز مكانة الإمارة عالميًا.
تحديات النفط وتأثيرها على الاقتصاد
قبل التطرق إلى تفاصيل الاستراتيجية الرقمية، تحدث الطيب عن قضية شائكة تؤثر على الأسواق العالمية، وهي تراجع أسعار النفط. وأوضح أن هذا التراجع يعكس حالة من القلق بين المستثمرين، خاصة في ظل السياسات الاقتصادية الجديدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أسهمت في زيادة الضبابية.
وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية وزيادة المعروض من النفط من جانب الصين من بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا الانخفاض. وأضاف:
“أسعار النفط ستظل في حالة من التذبذب على المدى القصير والمتوسط، ما لم تحدث تغييرات جيوسياسية كبيرة تدعم ارتفاعها.”
استراتيجية أبوظبي الرقمية: استثمار في المستقبل
بالعودة إلى الاستراتيجية الرقمية، أشاد الطيب بإطلاق حكومة أبوظبي لهذه الخطة التي تتولى تنفيذها دائرة التمكين الحكومي بالتعاون مع جهات حكومية أخرى. الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق الريادة في مجال التحول الرقمي من خلال استثمار 13 مليار درهم حتى نهاية 2027.
وذكر الطيب أن هذه الاستراتيجية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية:
- بنية تحتية رقمية متطورة:
يتم التركيز على بناء منظومة حوسبة سحابية سيادية بنسبة 100% داخل العمليات الحكومية، ما يضمن مرونة وكفاءة عالية في تقديم الخدمات. - رقمنة وأتمتة العمليات الحكومية بالكامل:
تسعى الحكومة إلى تحقيق تحول كامل نحو الأتمتة، مما يساهم في تحسين الإنتاجية وتبسيط العمليات. - منصة رقمية موحدة لإدارة الموارد المؤسسية:
الهدف من هذه المنصة هو تحقيق تكامل بين المؤسسات الحكومية وزيادة الكفاءة التشغيلية، وهو ما يعزز تجربة المستخدمين.
أثر الاستراتيجية على الاقتصاد المحلي
الطيب أكد أن استثمار 13 مليار درهم يعكس التزام أبوظبي بتطوير البنية التحتية الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الاقتصاد المحلي. كما توقع أن يكون للتحول الرقمي دور كبير في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
الابتكار والذكاء الاصطناعي في قلب الاستراتيجية
من أبرز ما يميز هذه الاستراتيجية هو اعتمادها على الذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي في تحسين أداء الحكومة. الطيب وصف هذه الخطوة بأنها “نقلة جبارة” نحو المستقبل، مشيدًا بالطموح الذي تعكسه خطط أبوظبي في تصدر المشهد العالمي في مجال التكنولوجيا.
ختامًا
مع استمرار التحديات الاقتصادية العالمية، تبدو استراتيجية أبوظبي الرقمية بمثابة نموذج يُحتذى به في تعزيز الابتكار وتطوير الاقتصادات المحلية. وبينما يواجه العالم حالة من عدم اليقين في أسواق النفط، تبرز أبوظبي كقوة إقليمية تتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا قائم على التكنولوجيا والابتكار.