مع انطلاق دار الافتاء المصرية كل عام و عقب ثبوت رؤية هلال رمضان وفور انطلاق موعده ، تتحول الشوارع والاحياء المصرية استعدادا لاستقبال الشهر الكريم ، تبدأ مرحلة تبادل التهاني والمكالمات والرسائل بين الأهل والأصدقاء والمعارف ، تنطلق الأطفال بمختلف أعمارهم بجمع مبالغ مادية من سكان الحي لشراء زينة رمضان ،وتعليقها في الشوارع و العمارات ، وتنشط حركة الناس في الأسواق بسرعة كبيرة وسعادة عارمة، لشراء مستلزمات رمضان المتعارف عليها.
يُعرف الشعب المصري بتميزه ،وشهرته بلمسته المختلفة في أبسط الأشياء ،وبراعته في صنع رونق خاص به لعاداته وتقاليده في شتى المناسبات ، ولكن على مر العصور لم تختلف عادات وتقاليد الشعب المصري بشكل كبير في رمضان، إلا في تفاصيل بسيطة تطورت وتنوعت بتطور العصور ووسائل الحياة والمعيشة ، ومع ذلك كانت ومازالت هناك عادات ثابته منذ العصور القديمة وإلى الآن ، من أهم هذه العادات :
تزيين الشوارع :
تنطلق جميع الأحياء وبالأخص الأحياء الشعبية لتعليق زينة وفانوس رمضان ، واختيار الألوان المبهجة وشعارات رمضان ، يبدأ التنافس بين سكان كل حارة أو شارع في اختيار أشكال الزينة وصنعها بنظام وتنسيق .
صلاة التراويح:
وتعد صلاة التراويح من أهم وأبرز شعائر الإسلام العظيمة في شهر رمضان المبارك ،وقد أجمع العلماء على أنها سنة مُؤكدة، حيث يتوافد المواطنين على المساجد لأداء صلاة العشاء ويعقبها صلاة التراويح ، وتتوجه أيضًا النساء والفتيات إلى المساجد المخصصة لهم ، لأداء صلاة التراويح في جو ملئ بالسلام والفرحة .
المسحراتي :
ظهرت مهنة التسحير في مصر في عهد الفاطميون ، حيث ذُكر أن أول من قام بفعل التسحير هو “عنبسة بن إسحاق” في عام 238هـ، وكان يسير على قدميه حاملا دفه او طبلة متجولا في الشوارع لإيقاظ النائمين، مناديًا: “عباد الله تسحروا.. فإن في السحور بركة” ، ومنذ ذلك الحين أصبح فعل التسحير مهنة ثابته في ليالي رمضان ، يحبها الصغير قبل الكبير .
سحور رمضان :
يحرص جميع الناس على شراء الفول المدمس سواء من المحلات أو عربة الفول البسيطة التي تتجول بالشوارع ليلاً ، لتستعد الأسرة المصرية في تحضير مائدة السحور ، والتي يتشارك في تحضيرها الكبير والصغير في جو من الونس والحُب .
موائد الرحمن:
متعارف عن الشعب المصري بالوحدة الوطنية والكرم وأكبر دليل على ذلك هي موائد الرحمن والخيم الرمضانية ، حيث يتشارك معظم المواطنين في تكوين المائدة بأكلات عامرة ، وعصائر وتمور ، موائد الرحمن لا تقدم الطعام فقط ، وإنما هي بيت لمن لا بيت له ، ونس وعائلة لكل عابري السبيل والأطفال المشردين ، لتصبح موائد الرحمن مثال للحب والتسامح والمودة والرحمة والوحدة الوطنية للشعب المصري .
الكنافة والقطايف :
بمجرد أن تبدأ اولى أيام شهر رمضان يتسارع الناس الي محلات الكنافة والقطايف ، وارتبط وجود الكنافة والقطايف بشهر رمضان الكريم ، حيث لا يخلو منزل في مصر في أول أيام رمضان إلا بوجود أصناف متنوعة من الحلويات الشرقيه،خاصة الكنافة والقطايف .