تكريمٌ مستحق وشعور لا يُوصف
عبر المخرج القدير يسري نصرالله عن فخره الكبير بالتكريم الذي حصل عليه خلال الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث مُنح جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر. وأوضح أن سعادته تضاعفت عندما رأى الحضور الكبير في ندوة تكريمه، التي جمعت بين صناع السينما والجمهور، مشيرًا إلى العلاقة العريقة التي تجمعه بالمهرجان باعتباره منصة تاريخية عرضت أفلامًا فارقة في مسيرة السينما المصرية.
البداية.. بين شغف السينما والأمان النفسي
كشف نصرالله أن ولعه بالسينما بدأ منذ طفولته، إذ كان يجد الأمان في مشاهدة الأفلام، مما دفعه لدراسة السينما والانطلاق في عالم الإخراج. وأكد أن عشقه للفن السابع لا يزال يرافقه، معتبرًا أن السينما جزء لا يتجزأ من الحياة.
واقعية الأفلام وليست سياسية
على الرغم من التصورات التي تُصنف أعماله كأفلام ذات طابع سياسي، يرى نصرالله أنها تُركز على الواقع وتعبر عن حياة الناس وتفاصيلهم اليومية. وأضاف أن اهتمامه بحكايات البشر يأتي من كونه شاهدًا على معاناتهم وآمالهم، وأنه يرفض تحويل أفلامه إلى منابر للنظريات أو الأيديولوجيات.
صدامات الرقابة وخلافات مع النقابة
تحدث المخرج عن أبرز الصعوبات التي واجهها في مسيرته، مستذكرًا فيلمه الأول “سرقات صيفية” (1988)، الذي أثار اعتراضات الرقابة لاعتباره نقدًا لسياسات الرئيس جمال عبد الناصر. كما أشار إلى خلافه مع نقابة المهن التمثيلية بسبب إصراره على مشاركة الفنانة عبلة كامل في الفيلم، حيث أثبتت لاحقًا موهبتها الفريدة.
أزمة السينما المصرية
انتقد نصرالله الوضع الحالي لصناعة السينما في مصر، معتبرًا أن المنتجين يفضلون البقاء في مناطق الراحة دون المخاطرة بتقديم أفلام جديدة ومختلفة. وأعرب عن أسفه لتراجع عناصر كانت تميز السينما المصرية مثل الرقصات والاستعراضات، مع هيمنة التقليد للأفلام الأمريكية في أفلام الأكشن. لكنه أشاد ببعض التجارب الحديثة التي نجحت في تقديم أعمال مبتكرة.
ذكريات مع يوسف شاهين
استعرض نصرالله علاقته بالمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي وصفه بالمعلّم الكريم في تقديم خبراته. وذكر موقفًا تعليميًا عندما شرح له شاهين مشهدًا للفنان نور الشريف في فيلم “حدوتة مصرية”. وأكد أن شاهين كان داعمًا له عندما بدأ أولى خطواته في الإخراج.
الالتزام بالمبادئ الفنية
ردًا على سؤال حول تقديمه أفلامًا لا يقتنع بها، أكد نصرالله أن هذا لم يحدث أبدًا، لأن الالتزام بالإحساس الحقيقي تجاه العمل الفني هو جزء أساسي من فلسفته في الإخراج.
رسالة للتلاميذ والمستقبل
اختتم نصرالله حديثه بنصيحة لتلاميذه: “ابحثوا عن الروح في الشخصيات واتركوا مساحة للمتلقين للتفاعل مع القصة، لأن السينما ليست فقط سردًا للأحداث بل حياة تُمنح على الشاشة.”
