في تطور لافت، يوضح خبير العلاقات الدولية محمد العزبي كيف يمكن للتكنولوجيا القديمة مثل البيجر أن تتحول إلى أداة لهجمات انتحارية. في هذا التحليل، نستعرض كيفية عمل البيجر، الفرق بينه وبين الهواتف المحمولة، ولماذا تعتبر هذه التكنولوجيا القديمة خطرًا كبيرًا في سياق الهجمات.
تكنولوجيا البيجر: كيف تعمل؟
البيجر هو جهاز اتصالات يستخدم ترددات لاسلكية تتراوح بين 140 و500 ميجاهيرتز (VHF وUHF) لنقل الرسائل. هذه الترددات تعد قصيرة جدًا، مما يتطلب تقويتها عبر مضخمات لتصل إلى مسافات بعيدة. بمجرد تلقي البيجر للإشارة، يقوم بنقلها إلى المستخدم من خلال إشارات راديوية.
ولكن، إذا كان هناك شخص يمتلك القدرة على تعديل الترددات، يمكن أن يتسبب ذلك في انفجار الجهاز، وهذا هو الاستخدام الذي تم اكتشافه في الهجمات الانتحارية. إذ يمكن لمثل هذه التعديلات أن تؤدي إلى انفجار البطارية الخاصة بالبيجر، وهو ما يسبب ضررًا كبيرًا للضحية.
تفاصيل الحوادث الأخيرة
الحوادث الأخيرة التي تتعلق بتفجير البيجر لم تكن ناتجة عن مفخخات في الجهاز نفسه، بل كانت نتيجة انفجار البطارية. هذه الحوادث أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص حتى الآن، وقد تكون الأعداد عرضة للزيادة. الجدير بالذكر أن الإصابات كانت محدودة بسبب موقع البطارية من الجسم؛ إذ لم يتضرر إلا من كان الجهاز بالقرب من رأسه أو قلبه أو كليتيه وكبده.
مقارنة مع الهواتف المحمولة
على عكس البيجر، تعمل الهواتف المحمولة بترددات أعلى تتراوح بين 900 و1800 ميجاهيرتز، وتستخدم تقنية التعديل على الترددات (FM) بدلاً من التعديل على السعة (AM) كما في البيجر. الفرق الأساسي هنا هو أن الـ FM لا يسمح بالتلاعب السهل بالإشارة في المرحلة الأرضية كما في الـ AM.
الأهم من ذلك هو أن الهواتف المحمولة تتطلب شبكة من أبراج الإرسال لتوجيه الإشارات، مما يجعل من الصعب جداً تعديلها في المرحلة الأرضية. لذلك، التقنيات المستخدمة في البيجر لا يمكن تطبيقها بشكل فعال على الهواتف المحمولة.
الفروق التقنية بين AM وFM
الـ AM، أو تعديل السعة، يغير سعة الإشارة للتأثير على النقل الهوائي، بينما الـ FM، أو تعديل التردد، يتطلب تغيير التردد عبر الأبراج لتعديل الإشارة. هذه الفروق تجعل من الصعب نقل أساليب الهجوم من البيجر إلى الهواتف المحمولة.
خلاصة التحليل
كما يوضح محمد العزبي، فإن البيجر، رغم كونه تكنولوجيا قديمة، يظل له تأثير كبير في سياق الهجمات الانتحارية بسبب خصائصه التقنية الفريدة. في حين أن الهواتف المحمولة، بفضل تقنياتها الحديثة ونظام الأبراج المتكامل، لا يمكن أن تتعرض لنفس النوع من التهديدات. هذه الديناميكيات توضح كيف يمكن للتكنولوجيا القديمة أن تظل خطيرة ومؤثرة في العالم الحديث.