شهدت الساعات الأخيرة تطورًا هامًا في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقد تضمن هذا التطور الإفراج عن أربع أسيرات إسرائيليات، حيث تم تسليمهن للصليب الأحمر في منطقة “الساحة” شمال قطاع غزة، في خطوة تعكس نجاحًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية في إدارة الملف الإنساني والأمني.
وفي مشهد لافت بثته شبكة ماعت، ظهرت الأسيرات الإسرائيليات الأربع في مقطع فيديو يتحدثن باللغة العربية، حيث قدمن شكرهن لكتائب القسام على حسن المعاملة أثناء فترة الأسر. وبدأت إحدى الأسيرات حديثها بقولها: “السلام عليكم .. مرحبا.. شكرًا لكتائب القسام على المعاملة الكويسة”.
وأضافت أسيرة أخرى بعبارات شكر: “شكرًا على الأكل والشرب والملابس”، في تأكيد واضح على توفير المقاومة لاحتياجاتهن الأساسية خلال فترة الأسر. بينما عبّرت أسيرة ثالثة عن امتنانها لحماية رجال المقاومة لهن من القصف الإسرائيلي قائلة: “شكرًا للشباب الذين كانوا يحافظون علينا من القصف”، في إشارة مباشرة إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأسرى ضمن ما يُعرف بـ”بروتوكول هانيبال”.
وفي نهاية الفيديو، تجمعت الأسيرات الأربع وأكدن أن تاريخ اليوم هو “25 يناير”، ما يعكس لحظة تسجيل الفيديو وإطلاق سراحهن.
صفقة تبادل الأسرى: رسائل إنسانية وأبعاد سياسية
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المقاومة الفلسطينية لتأكيد التزامها بالقواعد الإنسانية حتى في أوقات الصراع. فالرسالة التي حملها الفيديو تؤكد قدرة المقاومة على التعامل الإنساني مع الأسرى، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين واستهداف البنية التحتية.
وقد أثارت هذه الرسائل جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، حيث تُظهر الفارق الكبير بين تعامل المقاومة مع الأسرى وتجاوزات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
أبعاد إنسانية ودلالات سياسية
من الناحية الإنسانية، تُبرز كلمات الأسيرات صورة مختلفة تمامًا عما تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية تصويره عن المقاومة. فالشكر الذي وجهته الأسيرات يعكس التزامًا أخلاقيًا من جانب المقاومة، وهو ما يدحض الادعاءات الإسرائيلية التي تصف المقاومة بالإرهاب.
أما من الناحية السياسية، فإن نجاح صفقة التبادل يؤكد قدرة المقاومة على فرض شروطها وتحقيق مكاسب على الأرض، مما يزيد من الضغوط على الاحتلال ويدفعه لإعادة النظر في سياساته تجاه الأسرى الفلسطينيين.